التغطياتسبوتيفاي

 Massive Attack تقاطع Spotify: الفن يواجه عسكرة الذكاء الاصطناعي

خطوة ضمن حملة "لا موسيقى للإبادة الجماعية"

 

في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، أعلنت فرقة Massive Attack البريطانية انسحابها الكامل من منصة Spotify، اعتراضاً على استثمار مؤسس المنصة دانيال إيك مبلغ 600 مليون يورو في شركة Helsing الأوروبية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي العسكري.

Spotify و Helsing:تقاطع المال والتقنية الحربية في عالم الموسيقى

من هي سبوتيفاي Spotify؟

سبوتيفاي هي واحدة من أكبر منصات بث الموسيقى والبودكاست في العالم، تأسست عام 2006 في السويد على يد دانيال إيك ومارتن لورنتزون.

تعتمد على نموذج الاشتراك الشهري أو الاستماع المجاني مع الإعلانات، وتوفر مكتبة ضخمة تضم ملايين الأغاني والبودكاست من مختلف أنحاء العالم.

ومن أبرز ميزاتها التقنية:

  • خوارزميات توصية ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوك المستخدم وتقديم محتوى مخصص.
  •  دعم التشغيل عبر مختلف الأجهزة: الهواتف، الحواسيب، التلفزيونات الذكية، ومكبرات الصوت.
  • أدوات للفنانين تتيح لهم تتبع الأداء وتحقيق الدخل من الاستماع.
  •  تكامل مع منصات التواصل الاجتماعي وتطبيقات الطرف الثالث.

من هي شركة هيلسينج Helsing؟

هي شركة عسكرية أوروبية تطور تقنيات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات الأسلحة وأجهزة الاستشعار في ساحات المعارك، بهدف دعم اتخاذ قرارات عسكرية لحظية، كما تعمل على تطوير طائرات مسيّرة هجومية من طراز HX-2.

وتشير مصادر الجارديان إلى أن دانيال إيك يشغل منصب رئيس مجلس إدارة الشركة، إلى جانب كونه المؤسس والرئيس التنفيذي لـ سبوتيفاي.

وفي يونيو الماضي قادت شركة بريما ماتيريا وهي شركة استثمارية يملكها إيك، أحدث جولة تمويلية لشركة هيلسينج للتكنولوجيا الدفاعية.

AFP 20240824 36ET46R v1 HighRes FranceMusicFestivalRockEnSeine

احتجاج فني مزدوج على الإبادة الجماعية في غزة

أعلنت فرقة Massive Attack انسحابها من سبوتيفاي بالتزامن مع انضمامها إلى حملة “لا موسيقى للإبادة الجماعية” وأثارت هذه الخطوة موجة تضامن فني عالمي، وفتحت نقاشاً واسعاً حول أخلاقيات التكنولوجيا، دور الفن في مقاومة الحرب، وحدود التواطؤ الثقافي.

وفي بيان رسمي، أوضحت الفرقة أن قرارها سحب الموسيقى من Spotify لا يرتبط فقط بالموقف السياسي، بل أيضاً بالبعد الأخلاقي للاستثمار في تقنيات “قاتلة وخيالية”، مشيرة إلى أن الأموال التي يدفعها المعجبون تُستخدم في نهاية المطاف لتمويل أدوات الحرب.

ونقلت صحيفة الجارديان البريطانية عن الفرقة قولها في بيانها:

“بعيداً عن هذه المبادرة، وفي ضوء الاستثمارات الكبيرة المُبلغ عنها التي قام بها رئيس سبوتيفاي التنفيذي في شركة تنتج طائرات بدون طيار تحمل ذخيرة عسكرية وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المدمجة في الطائرات المقاتلة، قدمت شركة Massive Attack طلباً لإزالة موسيقانا من خدمة البث Spotify في جميع المناطق”.

وأضافت الفرقة: “من وجهة نظرنا، فإن السابقة التاريخية للعمل الفني الفعال خلال فترة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا والفصل العنصري وجرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ترتكبها  إسرائيل الآن تجعل حملة “لا للموسيقى في حالة الإبادة الجماعية” أمرا ضرورياً”.

وتابعت: “في حالة سبوتيفاي، فإن العبء الاقتصادي الذي فرض منذ فترة طويلة على الفنانين أصبح الآن مركباً بعبء أخلاقي، حيث تستخدم الأموال التي كسبها المعجبون بشق الأنفس والجهود الإبداعية للموسيقيين في نهاية المطاف في تمويل تقنيات قاتلة وخيالية”.

وأردفت: “كفى.. أكثر من كافٍ.. هناك طريقة أخرى ممكنة”.

لاحقاً، توسعت فرقة Massive Attack في مشاركتها في منشور على انستجرام، فكتبت:

“في عام ١٩٩١، سقط وباء عنف الفصل العنصري من جنوب إفريقيا، بمساعدة من بعيد من خلال المقاطعات العامة والاحتجاجات وسحب أعمال الفنانين والموسيقيين والممثلين، فقد اعتُبر التواطؤ مع تلك الدولة غير مقبول.. في عام ٢٠٢٥، ينطبق الأمر نفسه الآن على دولة الإبادة الجماعية الإسرائيلية”.

وأضافت الفرقة: “اعتباراً من اليوم، يوجد ما يعادل حملة filmworkers4palestine التي أُعلن عنها مؤخراً ووقع عليها ٤٥٠٠ صانع أفلام وممثل وعامل في الصناعة ومؤسسة – يمكن العثور عليها على nomusicforgenocide وهي تدعم المطالب الأوسع لحركة bds.movement المتنامية”.

وناشدت الفرقة جميع الموسيقيين من خلال المنشور ” تحويل حزنهم وغضبهم ومساهماتهم الفنية إلى عمل متماسك ومعقول وحيوي لإنهاء الجحيم الموجه ضد الفلسطينيين ساعة بعد ساعة”.

موقف سبوتيفاي وهيلسينج

علّقت سبوتيفاي على القرار مؤكدة أن لا علاقة مباشرة تربطها بشركة هيلسينج، وأن الأخيرة لا تشارك في أي عمليات عسكرية في غزة، بل تركز على دعم الدفاع الأوروبي في أوكرانيا.

وقال متحدث باسم سبوتيفاي : “Spotify وHelsing شركتان منفصلتان تماماً”.

وأضاف أن هيلسينج “لم تكن متورطة في غزة” وأن جهودها “ركزت على دفاع أوروبا عن نفسها في أوكرانيا”.

من جهتها، نفت الشركة الأوروبية استخدام تقنياتها خارج أوكرانيا، ووصفت التقارير التي تشير إلى ذلك بأنها “معلومات مضللة”.

وصرحت في بيان: “نشهد حالياً انتشار معلومات مضللة مفادها أن تقنية هيلسينج تُستخدم في مناطق حرب أخرى غير أوكرانيا. هذا غير صحيح”.

وأضافت : “نستخدم تقنيتنا في الدول الأوروبية لأغراض الردع والدفاع ضد العدوان الروسي في أوكرانيا فقط”.

68ccef72b67ae1758261106

موجة انسحابات فنية من سبوتيفاي

تعد Massive Attack أحدث الفرق المنسحبة من سبوتيفاي حيث سبقتها فرقٌ أخرى مثل King Gizzard & The Lizard Wizard، Godspeed You! Black Emperor، Hotline TNT، Deerhoof، وWu Lyf، التي سحبت موسيقاها لنفس الأسباب.

بعض هذه الفرق انتقلت إلى منصة Bandcamp، حيث تصدرت ألبوماتها قوائم الأكثر استماعاً، بينما Massive Attack، المرتبطة بشركة تسجيلات كبرى، لا يمكنها استخدام المنصة البديلة.

تحركات احتجاجية سابقة

شكلت فرقة Massive Attack سابقاً تجمعاً للفنانين الذين يتحدثون دعماً للشعب الفلسطيني إلى جانب الموسيقي المبتكر برايان إينو، وفرقة Kneecap وفرقة Fontaines DC، لحماية الموسيقيين من “التهديد بالصمت أو إلغاء مسيرتهم المهنية” من قبل منظمات مثل محامو المملكة المتحدة من أجل إسرائيل (UKLFI)، والتي أبلغت الشرطة عن مغني الراب البريطاني بوب فيلان لقيادته هتاف “الموت للجيش الإسرائيلي”والحرية لفلسطين” في حفل جلاستونبري الموسيقي، بالإضافة إلى الإبلاغ عن هيئة الإذاعة البريطانية BBC لبثها المباشر للحفل.

وعن هذا التجمع صرّحت فرقة Massive Attack لصحيفة الجارديان: “يهدف هذا العمل الجماعي إلى التضامن مع هؤلاء الفنانين الذين يعيشون يوماً بعد يوم في ظلّ إبادة جماعية على الشاشة، لكنهم قلقون من استخدام منصاتهم للتعبير عن استيائهم من ذلك بسبب مستوى الرقابة داخل قطاعهم أو من جهات قانونية خارجية شديدة التنظيم، مما يُرعبهم وفرق إدارتهم بإجراءات قانونية عدائية. الهدف واضح وجلي: إسكاتهم”.

20250919 20250919 1355014 808796328 jpeg993880 image jpgd22197 image

حملة “لا موسيقى للإبادة الجماعية” (No Music For Genocide)

حملة “لا موسيقى للإبادة الجماعية” (No Music For Genocide) هي مبادرة فنية وسياسية أطلقت في شهر يوليو 2025 كرد فعل جماعي من أكثر من 400 فنان وشركة إنتاج موسيقي على ما رأوه من إبادة جماعية ترتكب بحق الفلسطينيين، خصوصًا في قطاع غزة.

بدأت المبادرة في أوروبا، وتحديداً في مدينة فلورنسا الإيطالية، حيث اجتمع موسيقيون محترفون وهواة من خلفيات مختلفة، وقرروا استخدام الموسيقى كوسيلة احتجاج ضد الصمت المؤسسي تجاه ما يحدث في فلسطين المحتلة، وسرعان ما انتشرت الحملة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، لتشمل فرقًا عالمية.

ما هي أهداف الحملة؟

  1. سحب الأعمال الموسيقية من خدمات البث داخل كيان الاحتلال الإسرائيلي كوسيلة ضغط ثقافية وسياسية.
  2.  الاحتجاج على استثمارات شركات الموسيقى أو التكنولوجيا في الصناعات العسكرية، خاصة تلك المرتبطة بالذكاء الاصطناعي المستخدم في الحروب.
  3. دعم حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات التي تدعو إلى مقاطعة إسرائيل ثقافياً واقتصادياً حتى إنهاء الاحتلال.

أبرز المشاركين في الحملة

– فرقة Massive Attack البريطانية
– King Gizzard & The Lizard Wizard الأسترالية
– Godspeed You! Black Emperor الكندية
– Hotline TNT وDeerhoof وWu Lyf من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
– أكثر من 400 فنان وشركة إنتاج، منهم  إم جيه ليندرمان، أميل آند ذا سنيفرز ، رينا سواياما، جوكستراب، كييا إيه، جون جلاسير ، إريكا دي كاسير، سمرز، ينزداي، نوريشد باي تايم، مايك، ييجي، وفاي ويبستر، وآخرون.

وعمل الفنانون المشاركون إما على تعديل مناطق إصدار أعمالهم أو طلبوا من موزعيهم أو شركات الإنتاج حظر إصداراتهم جغرافياً.

المصادر
Theguardian
Aljazeeramubasher
Pressenza
United24media

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى