مايكروسوفت تودِّع شاشة الموت الزرقاء
تحديث جديد يتضمن تغييراً جذرياً في طريقة عرض أخطاء النظام
أعلنت شركة مايكروسوفت أن نظام التشغيل ويندوز 11 سيحصل على تحديث جديد خلال صيف هذا العام، يتضمن تغييراً جذرياً في طريقة عرض أخطاء النظام، فبدلاً من الشاشة الزرقاء الكلاسيكية التي تظهر عند تعطل النظام، سيبدأ المستخدمون بمشاهدة شاشة سوداء تحتوي على رسالة بسيطة تطلب إعادة تشغيل الجهاز.
من الزُرقة إلى السواد.. والأعطال مستمرة
رغم أن النظام لا يزال عرضة للأعطال، فإن الشاشة الجديدة ستقدم معلومات تقنية أكثر وضوحاً من سابقتها، حيث ستتضمن رمز التوقف (Stop Code) واسم برنامج التشغيل (Driver) المسؤول عن العطل، والذي من شأنه أن يسهل على مديري الأنظمة ومسؤولي تقنية المعلومات (IT Admins) عملية تتبع السبب وإصلاحه بسرعة.
بهذا الصدد، صرح نائب رئيس قسم أمن أنظمة التشغيل في مايكروسوفت، ديفيد ويستون، قائلاً:
يهدف هذا التغيير إلى توضيح المعلومات وتقديم بيانات أدق، حتى نتمكن نحن والمستخدمون من الوصول إلى جوهر المشكلة وحلها بشكل أسرع.
وداعاً للوجه الحزين ورمز الإستجابة السريعة
ستتخلى الشاشة السوداء الجديدة عن الرموز البصرية المعتادة مثل الوجه الحزين، أو رمز الاستجابة السريعة (QR Code)، وبدلاً من ذلك، ستكون واجهتها أنيقة وخالية من الزينة، تعرض رسالة مختصرة فقط.
ميزة جديدة: الاستعادة السريعة للجهاز
سيشهد التحديث الجديد كذلك إطلاق ميزة الاسترداد السريع للجهاز (Quick Machine Recovery)، وهي أداة تتيح استعادة عمل الأجهزة التي تفشل في الإقلاع بعد حدوث الأعطال.
تأتي هذه التغييرات بعد الحادثة الشهيرة المرتبطة بشركة CrowdStrike العام الماضي، والتي تسببت بانهيار أكثر من 8 ملايين جهاز يعمل بنظام ويندوز، وأثرت على مؤسسات مالية وشركات طيران وشركات كبرى حول العالم.
كيف بدأت الأزمة؟
في يوليو/تموز 2024، تسبب تحديث خاطئ من شركة الأمن السيبراني CrowdStrike في تعطيل واسع لأجهزة ويندوز حول العالم.
التحديث الخاطئ استهدف نظام الحماية “Falcon Sensor” المستخدم في المؤسسات الكبرى، مما أدى إلى انهيار فوري لأكثر من 8 ملايين جهاز، بما في ذلك حواسيب في مطارات وبنوك ومستشفيات.
هذه الحادثة تحديداً كشفت هشاشة البنية التحتية الرقمية في بعض القطاعات، وأثارت تساؤلات عميقة حول اعتماد الشركات على برمجيات الحماية من طرف ثالث.
ما علاقة ذلك بتحديث شاشة الموت؟
أدركت مايكروسوفت بعد تلك الحادثة أن المستخدمين، وخاصة فرق الدعم التقني، بحاجة إلى أدوات أكثر فاعلية لتحديد أسباب الأعطال الحرجة ومعالجتها بسرعة.
من هنا جاءت فكرة تحسين واجهة شاشة الأعطال، عبر إزالة العناصر غير المفيدة مثل الوجه الحزين، واستبدالها بمعلومات مباشرة مثل رمز التوقف واسم المشغّل المسبب للعطل بهدف تمكين فرق الاستجابة من التعامل الفوري مع الأعطال، ومنع تكرار سيناريو كارثي مماثل لحادثة CrowdStrike.
المصادر:
