تقارير إخبارية

الإمارات .. نموذج عربي رائد في شراكات وابتكارات الذكاء الاصطناعي لتعزيز السيادة الرقمية

الإمارات تتحول من مستهلك للتقنية إلى منتج ومصدر لحلول الذكاء الاصطناعي السيادي

تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة ترسيخ مكانتها كمركز عالمي للابتكار والتقنيات السيادية في مجال الذكاء الاصطناعي، من خلال استراتيجية دؤوبة تستهدف الانتقال من استهلاك التقنية إلى تطويرها وتصديرها، بما يعزز استقلالها الرقمي و ريادتها التكنولوجية.

وفي هذا الإطار، أعلنت شركة AIREV الإماراتية الناشئة عن توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية مع شركة Tenstorrent الأمريكية، بهدف تطوير وإطلاق حزمة متقدمة من حلول ما يعرف بـ”الذكاء الاصطناعي الوكيل AI Agent” لدعم البنية التحتية للذكاء الاصطناعي السيادي في الدولة.


تقنيات مفتوحة ومستقلة للبيئات السيادية

وتعتمد الحزمة على بُنى RISC-V المتقدمة، إلى جانب رقاقات قابلة للتكوين، ومجموعة من البرمجيات مفتوحة المصدر من تطوير Tenstorrent، مما يجعلها مناسبة للاستخدام في البيئات المؤسسية والحكومية التي تتطلب أعلى مستويات الأداء والموثوقية.

وحسبما أفادت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية، سيتم نشر منصة AIREV السيادية على أجهزة Tenstorrent “عند الطلب”، ما يتيح نشرها بسهولة وسرعة داخل المؤسسات المستفيدة.

كما اتفق الطرفان على “تفعيل استراتيجية عالمية مشتركة بعد مرحلة التحقق والاختبار، تستهدف قطاعات خاضعة للتنظيم، وشركات كبرى، ومؤسسات حكومية في أسواق رئيسية تشمل أمريكا الشمالية وآسيا ومنطقة الخليج”.

ما هو الذكاء الاصطناعي الوكيل؟ ولماذا أجهزة Tenstorrent ؟

يعرف الذكاء الاصطناعي الوكيل (AI Agent) بأنه نوع متطور من أنظمة الذكاء الاصطناعي القادرة على اتخاذ قرارات وتنفيذ مهام بشكل مستقل، دون الحاجة لتدخل بشري مستمر، بهدف تحقيق أهداف محددة بفعالية.

ويعتمد هذا النموذج على ما يُعرف بـ”الوكيل الذكي”، وهو نظام يستشعر بيئته من خلال مدخلات متعددة كالمستشعرات أو البيانات الرقمية، ثم يحلل هذه المدخلات باستخدام خوارزميات متقدمة لاتخاذ قرارات وتنفيذ إجراءات تلقائية.

تستخدم هذه التقنية في مجالات واسعة مثل: الرد على أسئلة العملاء، وإدارة سلاسل الإمداد، وسيارة القيادة الذاتية.

أما أجهزة Tenstorrent، فهي منصات حوسبة متخصصة مصممة لتحمل أعباء الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي بأقصى كفاءة، ما يجعلها مثالية للبيئات السيادية والمؤسسية التي تتطلب استقلالية تشغيلية وأداء متقدماً.

وتستخدم هذه الأجهزة في تطبيقات مثل:

  • تشغيل وكلاء ذكاء اصطناعي مستقلين داخل المؤسسات.
  • تحليل البيانات الضخمة في الزمن الحقيقي.
  • دعم البنية التحتية للذكاء الاصطناعي السيادي في الحكومات والقطاعات الحيوية.

تصريحات الشركاء

اعتبر محمد خالد الرئيس التنفيذي لشركة AIREV، أن هذه الشراكة تمثل “تكاملاً تقنياً” يثبت أن “الذكاء الاصطناعي الإماراتي ليس إقليمياً فحسب، بل هو قابل للتطبيق والتوسع والاعتماد عالمياً.

من جانبه، أكد جيم كيلر الرئيس التنفيذي للشركة الامريكية أن هذا التعاون يضع الأسس لبنية تحتية متقدمة ترتقي بالذكاء الاصطناعي في الإمارات إلى مستوى عالمي، بما يتماشى مع رؤية الدولة للذكاء الاصطناعي 2031.

وأشار إلى أن “تصدير الابتكارات يعد أمراً أساسياً لتنويع الاقتصاد وترسيخ مكانة الإمارات كقوة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي”.

الابتكار التقني المحلي يزدهر: من الشارقة إلى أبو ظبي

يأتي هذا التحرك الاستراتيجي ضمن موجة من المبادرات الإماراتية المتسارعة لترسيخ ريادتها في مجال الذكاء الاصطناعي السيادي، حيث يشهد المشهد المحلي زخماً متزايداً في تطوير الحلول التقنية المتقدمة.

روبوت محادثة إماراتي في الشارقة

ضمن التوجه ذاته نحو توطين الذكاء الاصطناعي كشف مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار عن روبوت المحادثة المتقدم Dialog XR، المبني على نماذج اللغة الكبيرة (LLM)، والذي تم تطويره بالكامل داخل المجمع بهدف تحسين الكفاءة المؤسسية.

وتم عرض الروبوت خلال فعالية جمعت نخبة من خبراء من كبرى الشركات العالمية تحت شعار “وُلد في الشارقة، وصُنع للعالم”، في تأكيد على قدرة الكفاءات المحلية على بناء حلول تقنية قابلة للتوسع عالمياً.

قمة “G42 Supercharged” في أبو ظبي: الذكاء السيادي على رأس الأعمال

نظمت مجموعة G42 التقنية الإماراتية قمة Supercharged في أبو ظبي، بحضور أكثر من 2400 من الخبراء والشركاء الدوليين بينهم براد سميث (رئيس مايكروسوفت) وسام ألتمان (الرئيس التنفيذي لـ OpenAI) اللذين شاركا افتراضياً.

وركز الحدث على مستقبل الذكاء الاصطناعي السيادي، وسلط الضوء على المشاريع الاستراتيجية مثل “ستارجيت الإمارات” والمجمع المشترك للذكاء الاصطناعي بين الإمارات والولايات المتحدة بقدرة 5 جيجاواط.

كما شهد عرض تقنيات مبتكرة قدمتها شركة Analog الأمريكية المتخصصة في حلول الذكاء الاصطناعي الوكيل والمستخدمة في قطاعات مثل الرعاية الصحية، والتنقل الذكي، والبنية التحتية، إلى جانب تجربة تفاعلية غامرة لشبكة الذكاء الجديدة من “جي 42”.

 

قراءة في المشهد التقني الإماراتي

تشير جميع هذه المبادرات إلى اقتراب تحول الإمارات نحو نمط الحياة الذكي في مختلف المجالات والتي بدأت تجلياته فعلاً في اعتماد الذكاء الاصطناعي كمستشار حكومي وإطلاق التنقل الذكي عدا عن اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي في قطاع الصحة وغيرها، وتدريب آلاف الكوادر المحلية على أحدث التطبيقات والتقنيات الموائمة.

هذه القطاعات وغيرها من القطاعات السيادية تتطلب حلولاً متقدمة ومستقلة، لذلك تركز الامارات على إتمام جودة التحول بتصميم التقنية وإنتاجها وليس فقط استهلاك التقنيات العالمية.

إلى جانب ذلك يبدو واضحاً أنها تعمل برؤية مستقبلية على تصدير التقنية، ما يعني أنها قد تؤسس نموذجاً عربياً فريداً في السيادة الرقمية والتحول الذكي في العالم.

المصادر

وكالة أنباء الامارات

Aws.amazon

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى