توحيد معايير وكلاء الذكاء الاصطناعي: مبادرة جديدة تقودها أوبن إيه آي وأنثروبيك
موطن محايد للمشاريع مفتوحة المصدر خاصة بالوكلاء الذكيين

مع انتقال الذكاء الاصطناعي من مرحلة “المحادثة” إلى أنظمة قادرة على اتخاذ إجراءات، أطلقت “مؤسسة لينكس” مبادرة جديدة تهدف إلى منع تفكك منظومة الوكلاء الذكيين وتحولها إلى منتجات مغلقة وغير متوافقة.
المبادرة الجديدة، التي تحمل اسم “مؤسسة الذكاء الاصطناعي الوكالي” (AAIF)، ستكون موطناً محايداً للمشاريع مفتوحة المصدر الخاصة بالوكلاء الذكيين، وتشمل الجهات المساهمة عند الإطلاق كلاً من أنثروبيك (Anthropic)، وبلوك (Block) وأوبن إيه آي (OpenAI).

حزمة من الأدوات المفتوحة لبناء معايير الوكلاء
- أنثروبيك تتبرع ببروتوكول MCP (Model Context Protocol)، وهو معيار يربط النماذج والوكلاء بالأدوات والبيانات.
- بلوك تُقدِّم إطارها المفتوح (Goose)، وهو إطار لبناء الوكلاء تستخدمه آلاف الفرق داخلياً.
- أوبن إيه آي تضيف (AGENTS.md) وهو ملف تعليمات بسيط يُوجِّه أدوات البرمجة حول كيفية التعامل مع كل مشروع.
وتُعد هذه الأدوات بمثابة “السباكة الأساسية” بالمعنى الحرفي لعصر الوكلاء الذكيين.
كما تضم قائمة الأعضاء:
- أمازون
- بولمبرغ
- كلاودفلير
- جوجل
في إشارة إلى دفع صناعي واسع نحو معايير مشتركة وآمنة للوكلاء الذكيين يمكن الاعتماد عليها على نطاق واسع.
لماذا نحتاج بروتوكولات مشتركة؟
بهذا الصدد، يقول مهندس أوبن إيه آي “نيك كوبر” إن البروتوكولات تُمثِّل لغة مشتركة تسمح للوكلاء والأنظمة المختلفة بالتواصل والعمل معاً دون أن يُضطر كل مطور لبناء التكاملات من الصفر، مضيفاً:
نحن بحاجة إلى بروتوكولات متعددة للتفاوض والتواصل والعمل معاً لتقديم قيمة للناس، ولن يكون هناك مُزوِّد واحد أو شركة واحدة تهيمن على هذا كله.
من جهته، صرح “جيم زملين” المدير التنفيذي لمؤسسة لينكس بوضوح أكبر:
الهدف هو تجنب مستقبل تهيمن عليه “حدائق مغلقة” تتحكم فيها منصات محدودة بكل ما يتعلق بسلوك الوكلاء وربط الأدوات وأتمتة العمليات.
شركة بلوك تفتح “Goose” للعالم.. ولمصلحتها أيضاً
على الرغم من أن شركة بلوك (Block) ليست شركة معروفة ببنية الذكاء الاصطناعي، لكنها تراهن على الانفتاح عبر نظام “Goose”، حيث يقول “براد أكسن” المسؤول التقني عن الذكاء الاصطناعي في الشركة:
تقديم “Goose” كمشروع مفتوح المصدر يمنحنا مكاناً لمشاركة التطوير مع الآخرين.. وكل ما يُطوِّره المجتمع يعود بالنفع علينا.
كما أن وضع “Goose” تحت مظلة “AAIF” يمنح شركة بلوك قاعدة اختبار ضخمة، ويجعله تطبيقاً عملياً لرؤية المؤسسة الجديدة: إطار لوكلاء الذكاء مصمم للاندماج بسهولة مع أدوات مثل “MCP” و”AGENTS.md”.
أنثروبيك تنقل “MCP” إلى بيئة محايدة
بخطوة مشابهة، تتخلى أنثروبيك عن تحكمها الحصري في بروتوكول “MCP” عبر وضعه تحت إدارة مؤسسة لينكس، في محاولة لجعله معيار الدمج الأساسي بين النماذج والتطبيقات، حيث يضيف “ديفيد سوريا بارّا” مبتكر البروتوكول:
نحن جميعاً أفضل حالاً إذا امتلكنا مركز تكامل مفتوحاً.. تبني شيئاً مرة واحدة، ثم تستخدمه في أي عميل أو منصة.
حوكمة مفتوحة بدون سيطرة مركزية
تُؤكِّد مؤسسة لينكس أن المظلة الجديدة ليست مجرد تحالف شكلي، بل بنية حوكمة فعلية، إذ يتم التمويل عبر “صندوق موجَّه” يتيح للشركات دفع اشتراكات عضوية، لكن دون امتلاك حق التحكم بالخارطة التقنية.

هل ستصبح “AAIF” بنية تحتية حقيقية؟
يظل هذا السؤال مفتوحاً، فنجاح AAIF يتوقف على:
- اعتماد الأدوات والمعايير من قبل المطورين والشركات.
- قدرة المشاريع على التطور باستمرار.
- ظهور معايير موحدة تُستخدم عالمياً من قبل مزودي الوكلاء الذكيين.
وبهذا الصدد، يشدد “كوبر” على أن المعايير يجب أن تتطور ولا تصبح جامدة.
ما الذي يكسبه المطورون والشركات؟
سيجني المطورون مكاسب حقيقيةً على المديين القريب والبعيد.
مكاسب قصيرة المدى
- وقت أقل في بناء موصلات مخصصة.
- توقعات أوضح لسلوك الوكلاء داخل المشاريع.
- نشر أبسط في بيئات حساسة للخصوصية والأمان.
رؤية بعيدة المدى:
وإذا أصبحت “MCP” و”Goose” و”AGENTS.md” بنية أساسية قياسية، فقد يتحول عالم الوكلاء من منصات مغلقة إلى منظومة مفتوحة قابلة للدمج، تشبه روح الويب المفتوح الذي بُني على قابلية التشغيل البيني.
المصادر:




