الأخبارنفيديا

رئيس “إنفيديا” يتوقع تفوق الصين في سباق الذكاء الاصطناعي على الولايات المتحدة

هوانغ يقول أن الذكاء الاصطناعي أداة عالمية و لا يمكن احتكاره

صرّح جنسن هوانغ الرئيس التنفيذي لشركة “إنفيديا” أن الصين ستتفوق على الولايات المتحدة في سباق الذكاء الاصطناعي، رغم القيود المفروضة على تصدير الرقائق المتقدمة إليها، مؤكداً أن هذه القيود قد تؤدي إلى تسريع الابتكار المحلي في الصين بدلاً من كبحه.

جاء ذلك في مقابلة نُشرت ضمن تغطية “فاينانشال تايمز” لقمة الذكاء الاصطناعي في لندن.

وقال هوانغ إن “الصين ستفوز”، مشيراً إلى أن الصين تمتلك الموارد والقدرات البشرية والتقنية التي تؤهلها لتجاوز العقبات وتحقيق الريادة في الذكاء الاصطناعي.

وتابع هوانغ : “القيود قد تأتي بنتائج عكسية” مبيناً أن منع تصدير رقائق إنفيديا المتقدمة قد يدفع الصين إلى تطوير بدائل محلية بسرعة أكبر.

ووصف هوانغ الذكاء الاصطناعي بأنه “أداة عالمية” مشدداً على أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن احتكاره، وأنه سيصبح متاحاً للجميع، ما يجعل من الصعب على أي دولة أن تحتفظ بتفوق دائم فيه.

ورأى رئيس الشركة الرائدة في صناعة الرقائق أن”السباق لا يُحسم بالرقائق فقط” مؤكداً أن التفوق في الذكاء الاصطناعي يعتمد على منظومة متكاملة تشمل البرمجيات، البيانات، والمهارات البشرية، وليس فقط على العتاد.

وكان هوانغ نشر بياناً على موقع X في وقت متأخر من يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني قال فيه: “كما قلت منذ فترة طويلة، فإن الصين متأخرة عن أمريكا في مجال الذكاء الاصطناعي ببضع نانوثانية”.

واعتبر أنه “من الأهمية بمكان أن تفوز أميركا من خلال التقدم للأمام والفوز بالمطورين في جميع أنحاء العالم” حسب قوله.

كما قال رئيس شركة رائدة في مجال رقائق الذكاء الاصطناعي في تصريح له في أكتوبر/تشرين الأول 2025 إن الولايات المتحدة قادرة على الفوز في معركة الذكاء الاصطناعي إذا اعتمد العالم، بما في ذلك قاعدة المطورين الضخمة في الصين، على أنظمة إنفيديا.

ومع ذلك، أعرب عن أسفه لأن الحكومة الصينية أغلقت أسواقها في وجهها.

رئيس "إنفيديا" يتوقع تفوق الصين في سباق الذكاء الاصطناعي على الولايات المتحدة

تصريحات تعكس التوترات الجيوسياسية

تأتي تصريحات جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة “إنفيديا”، في لحظة حساسة تشهد فيها العلاقات بين الولايات المتحدة والصين تصاعداً متسارعاً في التوترات التكنولوجية، لا سيما في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة المتقدمة.

ففي الوقت الذي تسعى فيه واشنطن إلى فرض قيود صارمة على تصدير الرقائق المتطورة إلى بكين، بهدف الحد من استخدامها في التطبيقات العسكرية أو أنظمة المراقبة وغيرها، تجد “إنفيديا” نفسها في قلب هذا الصراع الجيوسياسي، كونها المزود الأبرز عالمياً للمعالجات الرسومية ورقائق الذكاء الاصطناعي.

وتُعد قدرة الصين على الوصول إلى شرائح الذكاء الاصطناعي المتقدمة، خاصة تلك التي تنتجها “إنفيديا”، نقطة اشتعال رئيسية في هذا التنافس.

فالصين، التي تُعد ثاني أكبر اقتصاد في العالم، لا تخفي طموحها في تحقيق الريادة في الذكاء الاصطناعي، وقد كثّفت في السنوات الأخيرة استثماراتها في تطوير بدائل محلية للرقائق والبرمجيات، إلى جانب إطلاق مبادرات وطنية لدعم الشركات الناشئة والعملاقة في هذا المجال.

في المقابل، تراهن الولايات المتحدة على تفوقها التقني، وتسعى إلى حماية هذا التفوق من خلال سياسات تقييدية تستهدف سلاسل التوريد الحيوية.

في هذا السياق، تحمل تصريحات هوانغ رسائل ضمنية لصنّاع القرار في واشنطن، فهو لا يكتفي بالتنبيه إلى قدرة الصين على تجاوز العقبات، بل يلمّح إلى أن السياسات التقييدية قد تأتي بنتائج عكسية، وتُسرّع من وتيرة الابتكار المحلي في الصين بدلًا من كبحه.

كما تعكس تصريحاته قناعة راسخة بأن الذكاء الاصطناعي ليس حكرًا على دولة أو شركة، بل هو أداة عالمية بطبيعتها، تتطلب بيئة مفتوحة وتعاونية تتيح تبادل المعرفة وتكامل القدرات.

وما يميز هذه التصريحات أنها تصدر عن شخصية تقود واحدة من أكثر الشركات تأثيراً في مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي، فهوانغ لا يتحدث من موقع المراقب، بل من موقع الفاعل الرئيسي في صناعة الرقائق التي تُعد العمود الفقري لتقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة.

ومن هذا المنطلق، فإن رؤيته تسلط الضوء على التحديات الحقيقية التي تواجهها الولايات المتحدة في سعيها للحفاظ على تفوقها، وتؤكد أن سباق الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد منافسة بين شركات، بل تحوّل إلى ساحة صراع استراتيجي بين القوى الكبرى، حيث تتداخل المصالح الاقتصادية مع الحسابات الجيوسياسية.

المصادر

فايننشال تايمز

رويترز

سترايت تايمز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى