مؤشر بيتزا البنتاجون: حين تُخبرك البيانات عن اندلاع الحرب
يرتفع الطلب على المطاعم حول البنتاجون قبل الأحداث العسكرية الكبيرة

في مشهد قد يبدو ساخراً للوهلة الأولى، تشهد مطاعم البيتزا القريبة من مقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في أرلينجتون، فرجينيا، نشاطاً ملحوظاً في كل مرة يوشك فيها حدث عسكري كبير على الحدوث، وهو ما تحوَّل إلى مؤشِّر غير رسمي -مثير للدهشة- يُنبئ بالحروب قبل وقوعها.
ترصد حسابات مثل “Pentagon Pizza Report” على منصة X (تويتر سابقًا) هذا الأمر، وتتابع بدقة متناهية الأنشطة غير المعتادة على خرائط جوجل مثل ظهور علامة “انشغال غير معتاد” على فرع دومينوز بيتزا المجاور للبنتاجون، والتي كثيراً ما تزامنت مع اندلاع صراعات عسكرية كبرى حول العالم.
مؤشر البيتزا: عندما يفضح الجوع خطط الحرب
في أحدث الحالات، تلقَّى أحد فروع دومينوز طلبات مكثفة قبل دقائق من الإغلاق الليلي، بالتزامن تقريباً مع الهجوم الإسرائيلي على إيران، هذه الحادثة أعادت للواجهة ما يُعرف بمؤشر بيتزا البنتاجون، الذي يعود تاريخه إلى ثمانينيات القرن الماضي، حين بدأ الصحفيون بملاحظة أن طلبات البيتزا تتضاعف من مكاتب حكومية عشية وقوع أحداث عالمية.
علّق أليكس سيلبي بوثرويد، رئيس قسم صحافة البيانات في مجلة The Economist، في منشور عبر لينكدإن قائلاً:
مؤشر بيتزا البنتاجون كان مؤشراً مفاجئاً، لكنه دقيق في توقع الأحداث العالمية الكبرى، من الانقلابات إلى الحروب، ومنذ الثمانينات.
ففي ليلة الأول من أغسطس/آب 1990، على سبيل المثال، طلبت وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) عدداً قياسياً من البيتزا بلغ 21 طلباً في ليلة واحدة، وذلك قبل ساعات فقط من الغزو العراقي للكويت.”
من قال إن المخططات الدائرية لا فائدة منها؟
بيتزا الحرب
لم تقتصر الظاهرة على سلسلة دومينوز، فقد أفادت قناة Euronews في تقرير لها أن فرع بابا جونز القريب من البنتاجون شهد أيضاً حالة “نشاط غير معتادة” في الأيام التي سبقت إرسال إيران طائرات مسيرة باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة في أبريل/نيسان 2024.
كما وثَّق حساب “Pentagon Pizza Report” حادثة أخرى في الأول من يونيو/حزيران، حيث شهدت المطاعم القريبة إقبالاً لافتاً، ليتبع ذلك بعد ساعات فقط تصعيد جديد في التوتر بين إيران وإسرائيل.
هل البيتزا أداة استخباراتية؟
لا يمكن إصدار أحكام قاطعة أو ربط مباشر بين البيتزا والحروب بالطبع، ومن غير الحكمة اعتبار هذه الظاهرة دليلاً دامغاً على استعدادات عسكرية، لكن ما لا يمكن إنكاره هو أن حتى أكثر المؤسسات سريةً قد تكشف أوراقها، عن غير قصد، من خلال تفاصيل تبدو تافهة مثل طلبات الطعام.
المصادر: