
أعرب عدد من موظفي مايكروسوفت عن قلقهم بشأن قيام الشركة بحظر رسائل بريد إلكتروني تحتوي على كلمات معينة مثل “فلسطين”، “غزة”، “إبادة جماعية”، “أبارتايد”، و”IOF off Azure”، حتى عندما يتم تضمين هذه الكلمات في شكاوى رسمية إلى قسم الموارد البشرية، وفقاً لوثائق وتسجيلات وصور شاشة اطّلعت عليها شبكة CNBC الصينية.
وأشار الموظفون إلى أنهم بدأوا بملاحظة هذا السلوك يوم الأربعاء 21 مايو/آيار الجاري قبيل الساعة 12 ظهراً بتوقيت الساحل الغربي الأمريكي، بعد إجراء اختبارات جماعية عبر إرسال رسائل تحتوي على هذه المصطلحات، وأخرى لا تحتوي عليها.
وفقاً للنتائج، لم تظهر الرسائل التي تتضمن تلك الكلمات في صناديق الإرسال، مما يشير إلى أنها لم تصل إلى مستلميها.
كما أكد ثلاثة موظفين مطَّلعين على الأمر، تحدَّثوا بشرط عدم الإفصاح عن هويتهم خوفاً من الانتقام، أن هذه الظاهرة بدأت فجأة دون أي إشعار.
حظر غير معلن في مايكروسوفت لكلمات متعلقة بفلسطين
أحد الموظفين الذين تتضمن توقيعاتهم البريدية كلمة “أبارتايد”، أوضح أنه أرسل بريداً إلكترونياً عادياً في تمام الساعة 11:30 صباحاً يوم الأربعاء ونجح في الإرسال. لكن، بعد حوالي نصف ساعة فقط، توقفت رسائله عن الوصول، فيما يبدو أنه بسبب التوقيع الإلكتروني الذي يحتوي على الكلمة المثيرة للجدل.
كما أظهرت رسائل داخلية قيام موظفين بالتساؤل عن سبب السماح بمرور رسائل تحتوي على كلمة “إسرائيل”، بينما يتم حجب الرسائل التي تحتوي على “فلسطين” أو “غزة”. فيما لوحظ أن بعض التحايلات مثل كتابة “P4lestine” بدلاً من “Palestine” مكّنت الرسائل من المرور.
وعلى إحدى لوحات النقاش الداخلية، كتب موظف:
“هل تخلّت الشركة عن مبادرة الشمولية أم أن هذا الحظر يستهدف الفلسطينيين ومن يدعمهم فقط؟”
رد رسمي من مايكروسوفت على مزاعم الحظر
كتب فرانك شو، مدير الاتصالات في مايكروسوفت، رداً على أحد منشورات الموظفين:
“للتوضيح، لا يتم حظر الرسائل الإلكترونية أو فرض رقابة عليها، إلا إذا كانت موجهة إلى عدد كبير من قوائم التوزيع العشوائية.. قد يحدثُ بعض التأخير البسيط، ونعمل على تقليله قدر الإمكان.”
فيما أضاف متحدث باسم الشركة:
“خلال الأيام القليلة الماضية، تم إرسال عدد كبير من الرسائل إلى عشرات الآلاف من الموظفين، وقد اتخذنا إجراءات لتقليل هذه الرسائل للذين لم يختاروا استلامها.”
لكن الموظفين أكدوا لعدد من وسائل الإعلام العالمية أن الرسائل الروتينية التي تحتوي على الكلمات المذكورة، والمُرسلة إلى مجموعات صغيرة من الزملاء، لم تكن تصل إلى وجهتها.
أحد الموظفين الذين حاولوا تقديم تقرير إلى قسم الموارد البشرية أكد أنه لم يتلقَ رداً تلقائياً كالمعتاد، واستغرق ظهور الرسالة في بوابة الموارد البشرية أكثر من 24 ساعة.
وذكرت مجموعة “No Azure for Apartheid” أن بعض الرسائل تم تسليمها بعد تأخير استمر لأكثر من سبع ساعات، ما يشير إلى احتمال خضوع هذه الرسائل للمراجعة اليدوية قبل تسليمها.
تصاعد الاحتجاجات في مايكروسوفت بسبب دعم الجيش الإسرائيلي
تشهد مايكروسوفت تصاعداً في عدد الاحتجاجات داخل الشركة وعلى هامش فعالياتها، خاصةً بسبب استخدام الجيش الإسرائيلي لمنتجات الشركة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.
وخلال مؤتمر المطورين Build 2025 في سياتل، قاطع محتجون خطابات رئيسية لجلسات تتعلق بالذكاء الاصطناعي، كان من بينها جلسة شاركت فيها سارة بيرد، رئيسة قسم الذكاء الاصطناعي المسؤول في مايكروسوفت، إلى جانب نيتا هايبي، رئيسة أمن الذكاء الاصطناعي، والتي كانت سابقاً عضواً في قوات الدفاع الإسرائيلية.
خلال الجلسة، قال حسام نصر، منظم في مجموعة No Azure for Apartheid:
“سارة بيرد، أنتِ تساهمين في تبييض جرائم مايكروسوفت في فلسطين.”
فصل موظفين لدعمهم القضية الفلسطينية
وفي جلسة أخرى من المؤتمر ذاته، قاطع موظف تقني فلسطيني خطاباً لجاي باريك، رئيس قسم CoreAI في مايكروسوفت، قائلًا:
“أنت متواطئ في الإبادة الجماعية في غزة. شعبي يعاني بسببك. كيف تجرؤ على الحديث عن الذكاء الاصطناعي بينما شعبي يعاني؟ قاطعوا إسرائيل.
لا لـ Azure من أجل الأبارتايد، حرروا فلسطين.”
وفي وقت سابق، فصلت الشركة عدداً من موظفيها من منصابهم، على رأسهم إبتِهال أبو سعد، وفانيا أغراوال، وجو لوبيز، مع حرمان بعضهم من العودة إلى الشركة أو العمل معها بأي صفة مستقبلاً، بسبب موقفهم من الأحداث الجارية.
المصادر: