منظمة التعاون الرقمي (DCO): منصة دولية لتمكين المجتمعات من التحول الرقمي الشامل
تشكل (DCO) فرصة للدول العربية للتكامل الرقمي مع دول العالم وتمكين الشباب والمرأة

تلعب المنظمات الدولية دوراً جوهرياً في توجيه المجتمعات نحو تنمية مستدامة وشاملة، من خلال التنسيق بين الدول لمواجهة التحديات المشتركة وتقديم حلول فعّالة، وتتنوع هذه المنظمات بين شاملة مثل الأمم المتحدة، وأخرى قطاعية تُركّز على مجالات بعينها، كالتعليم، الصحة، والتكنولوجيا.
ومع التوسع المتسارع للتحول الرقمي، بات قطاع التكنولوجيا من أكثر القطاعات تأثيراً على النمو الاقتصادي والاجتماعي، إلا أن الفجوة الرقمية بين الدول لا تزال عائقاً أمام تكافؤ الفرص.
من هنا تبرز أهمية المنظمات المتخصصة في تمكين المجتمعات رقمياً، ودعم الابتكار، وتحفيز الشركات الناشئة، ووضع سياسات رقمية عادلة وآمنة.
منظمة التعاون الرقمي (DCO).. منصة دولية للتحفيز الرقمي
في هذا السياق، ظهرت منظمة التعاون الرقمي (DCO) كأول منظمة دولية متعددة الأطراف تُعنى حصرياً بتسريع التحول الرقمي في الدول الأعضاء وقيادتها للمشاركة في تحقيق اقتصاد رقمي عالمي مستدام وشامل.
تأسست المنظمة في نوفمبر 2020 خلال قمة مجموعة العشرين، بمبادرة من خمس دول هي: السعودية، الكويت، الأردن، البحرين، وباكستان، وهي تتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقراً لها.

ماهي رؤية منظمة التعاون الرقمي وأهدافها؟
تركز رؤية المنظمة على هدف بناء اقتصاد رقمي شامل ومستدام يوفّر فرصاً متكافئة لكل دولة وشركة وفرد للمشاركة في اقتصاد رقمي مستدام يشمل الجميع.
وتنص الرؤية حسبما ورد على موقعها الإلكتروني الرسمي على سعيها إلى “تحقيق عالم يتمتع فيه كل أمة وشركة وشخص بفرصة عادلة للازدهار في الاقتصاد الرقمي”.
وتسعى المنظمة إلى تنسيق الجهود بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني لتصميم مبادرات مؤثرة تنعكس إيجاباً على حياة الناس.
الأهداف الرئيسية:
- تسريع النمو الشامل للاقتصاد الرقمي.
- دعم الابتكار وريادة الأعمال الرقمية.
- تعزيز السياسات الرقمية الأخلاقية وحماية البيانات.
- تمكين النساء والشباب في المجال الرقمي.
- تعزيز التعاون الدولي في مجالات التكنولوجيا والتحول الرقمي.
الدول الأعضاء في منظمة (DCO) وتوسعها الجغرافي
تضم المنظمة 16 دولة عضواً من ثلاث مناطق جغرافية، هي:
- الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: السعودية، البحرين، الأردن، الكويت، سلطنة عمان، المغرب، قطر.
- أفريقيا: نيجيريا، رواندا، غانا، جيبوتي، غامبيا.
- آسيا وأوروبا: باكستان، بنغلاديش، قبرص، اليونان.
وفي شباط الماضي تم الإعلان عن طلبات من 8 دول للانضمام إلى المنظمة غالبيتها لدول أجنبية لاتزال قيد الدراسة.
الهيكل القيادي لمنظمة (DCO)
تشغل السيدة “ديمة اليحيى”منصب الأمين العام للمنظمة منذ عام 2021، وهي خبيرة سعودية في الاقتصاد الرقمي ودبلوماسية في مجال التقنية، وأول امرأة سعودية تتولى أمانة منظمة دولية.
ويرئس الدورة الحالية 2025 “عمر سعود العمر” وزير الدولة لشؤون الاتصالات في دولة الكويت.
وفي عام 2022، مُنحت منظمة التعاون الرقمي صفة مراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
المبادرات الاستراتيجية المؤثرة لمنظمة التعاون الرقمي
منذ تأسيسها، أطلقت المنظمة الدولية الرائدة مبادرات عدة، أبرزها:
- الاستثمار الأجنبي المباشر الرقمي بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي.
- مبادئ خصوصية البيانات.
- مبادرة الفضاء الرقمي الآمن للأطفال.
- دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
- تعزيز التنقل الرقمي للقوى العاملة.
- وضع إطار أخلاقي للذكاء الاصطناعي.
أحدث المبادرات .. أداة تقييم أخلاقيات الذكاء الاصطناعي
تعد أداة تقييم أخلاقيات الذكاء الاصطناعي أحدث مبادرات منظمة (DCO) على المستوى الدولي، وتم إطلاقها في 13 يوليو الماضي خلال مشاركتها في “قمة الذكاء الاصطناعي للصالح العام” ومنتدى “القمة العالمية لمجتمع المعلومات” في جنيف.
جاء ذلك بحضور وزراء، وصنّاع السياسات وخبراء الذكاء الاصطناعي، إلى جانب ممثلين عن المجتمع المدني من مختلف دول العالم، مما يسهم في تعزيز الحوار العالمي حول حوكمة الذكاء الاصطناعي.
وتشير التقارير الإعلامية إلى أن هذه الأداة الرقمية مصممة لمساعدة الأفراد والجهات والحكومات إلى جانب القطاعين العام والخاص على تقييم ومعالجة الاعتبارات الأخلاقية المتعلقة بأنظمة الذكاء الاصطناعي بشكل منهجي، مع التركيز على المخاطر المتعلقة بحقوق الإنسان.
ومن المنتظر أن ينتج عنها تقرير تحليلي يتضمن توصيات عملية قابلة للتنفيذ.
ختاماً
بناء على ماسبق، ومن خلال رؤيتها الشاملة ومبادراتها المبتكرة، تمثل منظمة التعاون الرقمي فرصة استراتيجية للدول العربية للنهوض بمكانتها في الاقتصاد الرقمي العالمي، تقليص الفجوة الرقمية، وتحقيق تنمية أكثر عدالة واستدامة.
وتعد (DCO) منصة مناسبة للدول العربية للتكامل الرقمي مع دول العالم الأخرى وتسريع تأسيس البنى التحتية اللازمة للتحول الرقمي، مع الحفاظ على السيادة الرقمية.
كما تشكل فرصة مهمة لتمكين الشباب والمرأة في المجال الرقمي وتفتح مجالات جديدة لرواد الأعمال لتوسيع نشاطهم والوصول إلى الأسواق العالمية.
علاوة على ذلك، وبفضل حصولها على صفة مراقب في الأمم المتحدة، تمثل منظمة التعاون الرقمي (DCO) صوتاً عربياً موحداً في القضايا الرقمية الدولية، ما يعزز التأثير العربي في صياغة السياسات العالمية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، البيانات، والحوكمة الرقمية، وغيرها من الموضوعات ذات الصلة بالفضاء الرقمي.
المصادر
منظمة التعاون الرقمي
Wikipedia
الهيئة السعودية للملكية الفكرية
Al-Arabiya
Almamlakatv
العمق المغربي
صحيفة مال