نتنياهو متجاهلاً الاستياء الدولي: وسائل التواصل الاجتماعي “سلاح استراتيجي”
التصريحات تأتي مدفوعة بضغط أمريكي متصاعد ضد تيك توك وخوارزمياتها
اعتبر رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن وسائل التواصل الاجتماعي باتت “أسلحة مناسبة لساحات المعارك الإسرائيلية”، مشيراً إلى أن تأمين النفوذ على منصتي “تيك توك” و”إكس” يمنح الكيان الإسرائيلي “الكثير”.
جاء ذلك خلال لقاء مغلق لنتنياهو مع مجموعة من المؤثرين الأمريكيين في قنصلية الكيان الإسرائيلي بنيويورك، حسبما ورد في مقطع فيديو نشرته مؤثرة يهودية عبر منصة “إكس”، نقله موقع “أخبار الشرق”.
التصريحات أطلقها نتنياهو رغم موجة الاستياء الدولي من استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق الفلسطينيين، حيث يواصل الدفع باتجاه تعزيز الحضور الإسرائيلي على المنصات الرقمية، لإنكار هذه الجرائم وقلب الحقائق وتجييش الرأي العام بما يتوافق مع الأكاذيب الإسرائيلية.
صفقة تيك توك: معركة النفوذ
وقال نتنياهو “تتغير الأسلحة بمرور الوقت .. علينا أن نقاتل بالأسلحة المناسبة لساحات المعارك التي نشارك بها وأهمها وسائل التواصل الاجتماعي”.
ووصف نتنياهو صفقة بيع عمليات “تيك توك” في الولايات المتحدة لشركات أمريكية وعالمية بأنها “أهم عملية شراء تجري الآن”، معتبراً أن نتائجها قد تكون “حاسمة”.
وفي سياق حديثه عن النفوذ على المنصات الرقمية، أشار نتنياهو إلى أهمية التواصل مع إيلون ماسك، مالك منصة “إكس”، قائلاً: “علينا أن نتحدث إلى إيلون ماسك.إنه ليس عدواً، إنه صديق”.
وأضاف: “إذا أمكن تأمين النفوذ على منصتي تيك توك وإكس فإن إسرائيل ستحصل على الكثير” .
وأشار موقع “أخبار الشرق” في تقريره الذي أورد فيه التصريحات تحت عنوان “تيك توك و إكس: أسلحة نتنياهو الجديدة في معركة نفوذ إسرائيل” إلى أن صفقة تيك توك تأتي استجابة لقانون أمريكي صدر عام 2024، يمنح المالكين الصينيين مهلة حتى 16 ديسمبر لإتمام البيع وتجنب الحظر الكامل للتطبيق داخل الولايات المتحدة.
وبين التقرير أن نائب الرئيس جي دي فانس كشف أن قيمة الكيان الأمريكي الجديد الذي سيشرف على “تيك توك” ستبلغ نحو 14 مليار دولار، وهو أول إعلان رسمي عن تقييم التطبيق في إطار هذه الصفقة، لافتاً إلى أن البيت الأبيض لم يوضح كيف تم التوصل إلى هذا الرقم، في وقت تقدّر شركة “بايت دانس” الصينية قيمة “تيك توك” بنحو 330 مليار دولار.
خوارزميات تكشف الرواية الفلسطينية
يلفت التقرير إلى الجدل التقني والسياسي الذي أثاره تطبيق تيك توك في واشنطن وكسر خوارزمياته للرواية الإسرائيلية للعدوان على غزة.
ويشير إلى أن المنصة تحولت إلى ساحة رقمية لنقل مشاهد القصف والضحايا المدنيين، خاصة الأطفال، إلى جمهور عالمي بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023، ما ساهم لأول مرة في وصول الأصوات الفلسطينية إلى عشرات الملايين من الشباب الأمريكي والأوروبي، في ظل انحياز العديد من وسائل الإعلام الغربية إلى الرواية الإسرائيلية.
ضغط أمريكي متصاعد ضد تيك توك وخوارزمياتها
وبين الموقع أن مشرعين أمريكيين صعدوا من هجماتهم على تيك توك، خلال شهري أكتوبر ونوفمبر 2023، متهمين المنصة بنشر محتوى “مؤيد للفلسطينيين” و”معادٍ لإسرائيل” حسب وصفهم، من بينهم السيناتور جوش هاولي، ووزير الخارجية لاحقاً ماركو روبيو، والنائب مايك جالاجر، والنائبة كاثي رودجرز، الذين دعوا إلى حظر التطبيق.
وأعاد التقرير إلى الأذهان تقريراً مصوراً نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” في ديسمبر 2023، يشير إلى أن تيك توك يغمر المستخدمين الشباب بمقاطع “عنيفة ومتحيزة يصعب التحقق منها”.
ولفت إلى ملخص تداولته واشنطن في سبتمبر 2024 يتهم خوارزمية تيك توك بالتحيز ضد الكيان الإسرائيلي، مبيناً أن مؤسسي تيك توك دافعوا عن المنصة، مؤكدين أنها تعكس تنوعاً في الآراء، خاصة في القضايا التي تنقسم فيها المواقف حسب الفئة العمرية.
حرب الهاشتاجات: الجمهور ينحاز لفلسطين
وفي إطار توضيح الحقائق، نقل التقرير عن جيف موريس جونيور وهو مسؤول سابق في “Tinder” قوله أن هاشتاج #standwithpalestine حصد 2.9 مليار مشاهدة، مقابل 200 مليون فقط لهاشتاج #standwithisrael في محاولة لتأكيد مزاعم انحياز خوارزميات تيك توك للفلسطينيين، لافتاّ إلى أن هذه البيانات تغطي ثلاث سنوات.
ووضع التقرير في مقابل ذلك بيانات المنصة التي أكدت أن هاشتاج #freepalestine حقق 770 مليون مشاهدة في الولايات المتحدة وحدها، خلال 30 يوماً فقط، ما يعكس حجم التفاعل الشعبي مع القضية الفلسطينية، رغم محاولات التشويه والرقابة.
