
يواصل تطبيق تيك توك، المملوك لشركة بايت دانس الصينية، إثارة الجدل في الولايات المتحدة منذ أربعة أعوام بسبب مخاوف تتعلق بإمكانية وصول الحكومة الصينية إلى بيانات المستخدمين الأميركيين.
مطلع هذا العام، شهد التطبيق انقطاعاً مؤقتاً في الولايات المتحدة أربك ملايين المستخدمين، قبل عودته سريعاً إلى متاجر التطبيقات في فبراير/شباط، سواء على متجر آبل أو جوجل بلاي.
سباق استثماري بعشرات المليارات
في السياق نفسه، تتنافس عدة جهات استثمارية على فرصة الاستحواذ على عمليات تيك توك الأميركية، وسط تقديرات تشير إلى أن قيمة نشاط التطبيق في الولايات المتحدة قد تتجاوز 60 مليار دولار إذا تم التوصل إلى صفقة.
بعد جولات مفاوضات مطوَّلة وتمديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لموعد الحظر أربع مرات، ترددت تقارير هذا الأسبوع عن التوصل إلى اتفاق مبدئي بين واشنطن وبكين.
تشير المعلومات إلى أن ائتلافاً من المستثمرين يضم أوراكل، وسيلفر ليك، وأندريسن هورويتز قد يتولى إدارة عمليات تيك توك داخل الولايات المتحدة.
مسار الحظر
أغسطس/آب 2020
وقَّع ترامب أمراً تنفيذياً يحظر التعاملات مع «بايت دانس».
سبتمبر/أيلول 2020
حاولت الإدارة الأميركية إجبار الشركة على بيع نشاطها الأميركي، مع دخول شركات مثل مايكروسوفت وأوراكل وولمارت على خط المفاوضات، لكن قاضياً فيدرالياً جمَّد القرار مؤقتاً.
عام 2024
صعَّد الكونجرس الملف، فصوَّت مجلس النواب بأغلبية 360 مقابل 58 لصالح قانون يُقيِّد تيك توك، تبعه مجلس الشيوخ في 23 أبريل/نيسان، حيث وقَّع الرئيس جو بايدن القانون الذي يفرض بيع التطبيق أو حظره.
ردَّت تيك توك برفع دعوى قضائية ضد الحكومة الأميركية، مؤكدة التزامها بالقوانين المحلية ونفيها لأي تهديد أمني أو انتهاك لحقوق التعديل الأول (حرية التعبير).
تحوّل مفاجئ في موقف ترامب
في 27 ديسمبر/كانون الأول 2024، قدَّم ترامب التماساً قضائياً يعارض فيه حظر التطبيق، متعهِّداً بإيجاد طريقة لبقائه في الولايات المتحدة، وهو موقف مغاير تماماً لسياساته السابقة.
وفي يناير/كانون الثاني 2025، أقرَّت المحكمة العليا الأميركية قانون حماية الأميركيين من تطبيقات خاضعة لخصوم أجانب (PAFACA) والمعروف إعلامياً بقانون حظر تيك توك.
أُعلن حينها أن توقف التطبيق في 19 يناير/كانون الثاني، فيما دام الإيقاف لأقل من 12 ساعة قبل أن العودة للعمل، حيث نسب تيك توك الفضل إلى “جهود الرئيس ترامب”.
في 20 من الشهر نفسه، وقَّع ترامب أمراً تنفيذياً يؤجِّل الحظر 75 يوماً إضافياً، مانحاً الشركة وقتاً لبيع حصة أو التوصل إلى اتفاق يحقق هدفه بملكية مشتركة 50% بين بايت دانس وشركة أميركية.
صفقات مطروحة وأسماء كبرى
حتى مارس/آذار 2025، أعلن ترامب أن إدارته تتواصل مع أربع مجموعات استثمارية لشراء المنصة.
فيما أفادت تقارير لاحقة أن بايت دانس تخطط لإطلاق شركة TikTok America بملكية 50% لمستثمرين أميركيين، فيما تحتفظ الشركة الأم بنحو 19.9%.
أبرز التحالفات والمستثمرين المحتملين
1- عرض «الشعب» (The People’s Bid)
يقوده الملياردير العقاري فرانك ماكورت (مؤسس Project Liberty ومالك سابق لنادي لوس أنجلوس دودجرز).
تدعم العرض شركتا Guggenheim Securities وKirkland & Ellis، مع تركيز على الخصوصية ونهج المصدر المفتوح.
من أبرز المؤيدين:
- أليكسيس أوهانيان (مؤسس Reddit) – انضم كمستشار استراتيجي في 3 مارس/آذار.
- كيفن أوليري (مستثمر وإعلامي) – أعلن استعداده سابقاً لشراء تيك توك مقابل 20 مليار دولار.
- تيم بيرنرز-لي (مخترع الويب) – يدعم العرض لتمكين المستخدمين من التحكم في بياناتهم.
- ديفيد كلارك (عالِم في MIT).
2- ائتلاف المستثمرين الأميركيين (American Investor Consortium)
يقوده جيسي تينسلي (مؤسس Employer.com)، مع عرض نقدي بقيمة 30 مليار دولار.
أبرز المشاركين:
- ديفيد بازوكي (مؤسس روبلوكس).
- ناثان مكولي (مؤسس Anchorage Digital).
- جيمي دونالدسون (MrBeast) – نجم يوتيوب الشهير.
3- جهات أخرى مهتمة
أمازون: دخلت السباق مؤخراً لتعزيز حضورها في التجارة الإلكترونية.
آب لوف إن: بدعم من ستيف وين (رائد صناعة الكازينوهات).
مايكروسوفت: عادت إلى المفاوضات بعد عرضها السابق عام 2020.
أوراكل: أبرز المرشحين لتقديم خدمات الحوسبة السحابية لتشغيل تيك توك في أميركا.
بيربليكستي إيه آي: شركة ناشئة في مجال البحث بالذكاء الاصطناعي.
رومبل: منصة فيديو منافسة ليوتيوب، تطمح لتكون شريكاً سحابياً.
وولمارت: مهتمة لتعزيز نفوذها في التسوق عبر المنصات الاجتماعية.
بوبي كوتيك: الرئيس التنفيذي السابق لشركة Activision، مع اهتمام بدمج الألعاب ووسائل التواصل.
ستيفن منوشين: وزير الخزانة الأميركي الأسبق.
لا تزال صفقة الاستحواذ على تيك توك في الولايات المتحدة غير محسومة، لكن المؤشرات تدل على اقتراب إعلان اتفاق تاريخي قد يعيد رسم ملامح سوق شبكات التواصل الاجتماعي ويحدد مستقبل التطبيق الأكثر تأثيراً في العالم.
المصادر: