تحسينات جديدة على Grok تثير جدلاً حول حياديته ومحتواه السياسي والثقافي
أكبر تحدّ لحيادية محركات الذكاء الاصطناعي هو ضمان تغذيتها بالمعلومات من الشرق والغرب

أعلنت شركة ” xAI ” التابعة لرجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك عن تحسينات كبيرة في أداء روبوت المحادثة جروك “Grok” قبل أيام وذلك بعد تصريحات سابقة لماسك أن النموذج خضع لإعادة تدريب بسبب تغذيته بـما وصفها “كمية كبيرة من المحتوى غير المفيد” ودعوته للمستخدمين إلى اختبار النموذج عبر طرح “حقائق مثيرة للجدل لكنها واقعية” حسب قوله.
وقال ماسك الجمعة الماضي عبر منصة X: “لقد حسّنا Grok بشكل ملحوظ. ستلاحظ فرقاً عندما تسأل Grok أسئلةً”.
ورصد تقرير إعلامي لموقع Techcrunch موجة التفاعل في أوساط المستخدمين الغربيين مع التحديث الجديد لـ Grok خاصة بعد أن قدم إجابات مثيرة للجدل حول قضايا سياسية وثقافية تتعلق بطبيعة المجتمع الغربي.
ردود Grok المثيرة للجدل
عند سؤاله عن تأثير انتخاب المزيد من الديمقراطيين، أجاب Grok أن ذلك “قد يكون ضاراً” مستنداً إلى تحليلات من مؤسسة Heritage المحافظة التي اشتبهت تقارير إعلامية بتبنيه من قبل الرئيس الأمريكي الجمهوري دونالد ترامب.
وقارن النموذج بين السياسات الديمقراطية ومبادرة مؤسسة Heritage التي تعرف رسمياً باسم “مشروع الانتقال الرئاسي لعام 2025 ” ويهدف لإعادة هيكلة الحكومة الفيدرالية بشكل جذري في حال فوز مرشح جمهوري بالرئاسة، وهو يعد من أكثر المبادرات إثارة للجدل في الأوساط السياسية والفكرية الأمريكية.
نقاش ثقافي حول الهيمنة على صناعة السينما
من جهة أخرى دخل Grok في نقاش ثقافي مع أحد المستخدمين سأله عن صناعة السينما، حيث أجاب أن الاستمتاع بالأفلام “يصبح صعباً بمجرد إدراك التحيزات الأيديولوجية والدعاية”، لكنه ذكر له مفاهيم مثل ما يسمى “التنوع القسري” و”إعادة كتابة التاريخ”، ظهرت كرد فعل على تأثير الأيديولوجيا التقليدية على المحتوى الفني.
وكانت أكثر الردود إثارة للجدل عندما سئل Grok عن الجهات التي تؤثر على صناعة السينما، فأجاب أن “المدراء التنفيذيين اليهود أسسوا ولا يزالون يهيمنون على قيادة استوديوهات كبرى مثل وارنر براذرز و باراماونت وديزني”، وهو ما اعتبره البعض ترويجاً لـ “صورة نمطية معادية للسامية”.
هذه التصريحات أثارت جدلاً واسعاً في الغرب حول مدى حيادية النموذج، خاصة أن Grok سبق أن قدم إجابات مثيرة للجدل حول الهولوكوست، ما دفع xAI إلى المسارعة لمراجعة إعدادات النظام وتقديم وعود بتعزيز الرقابة الداخلية حسبما أشار التقرير الإعلامي.
تحديات الحيادية والفجوة الثقافية بين الشرق والغرب
حتى الآن، لم تصدر xAI تعليقاً رسمياً بشأن التحديثات الأخيرة، لكن هذا الجدل يسلط الضوء على العديد من التحديات التي تواجه نماذج الذكاء الاصطناعي في التعامل مع القضايا الحساسة خاصة عندما تُستخدم على نطاق واسع في منصات اجتماعية مثل X.
وتبرز المخاوف على نطاق أوسع بخصوص توازن تغذية نماذج الذكاء الاصطناعي بالمعلومات بين العرب والغرب، فإذا استمر رجحان التغذية من اتجاه واحد وهو الاتجاه الغربي حالياً كونه المبتكر والمسيطر على المحركات، فذلك ينذر باتساع الفجوة الثقافية بين الشرق والغرب، ومن المؤكد أنه سيتسبب في تشويه الحقائق التاريخية والأحداث الحالية إلى حد يصعب التعامل مع تبعاته وآثاره المدمرة.
ويبقى الرهان الأول والأخير على تنامي قدرات الدول العربية والكفاءات العربية في مجال التكنولوجيا و الذكاء الاصطناعي وسرعة الاندماج في التطور التقني الحاصل عالمياً للانتقال من موقع المتأثر إلى المؤثر القوي الذي يضمن توازن تدفق المعلومات ليس فقط إلى المحركات التقنية وإنما إلى المجتمعات كافة.
👍