الأخبار

“Relooted”: لعبة فيديو لإعادة سرد التاريخ المسروق من إفريقيا

تتيح فرصة قيادة فريق لاستعادة 70 قطعة أثرية حقيقية موجودة في متاحف أوروبية

في خطوة جريئة تمزج بين الترفيه والتوعية الثقافية، أطلقت استوديوهات Nyamakop بجنوب إفريقيا لعبتها الجديدة “Relooted”، بهدف تسليط الضوء على قضية استرجاع القطع الأثرية الإفريقية المنهوبة خلال الحقبة الاستعمارية من المتاحف الغربية.

وتعد “Relooted” لعبة مغامرات ذات طابع ثقافي قوي، وتستند إلى وقائع حقيقية، وتدمج عناصر التخفي، حل الألغاز، والبحث التاريخي، مع تصميم تقني وبصري مستلهم من التراث الإفريقي.

هدف اللعبة: استعادة التاريخ بأيدي اللاعبين

تتيح “Relooted” للاعبين فرصة قيادة فريق من المواطنين الأفارقة في مهمات لاستعادة 70 قطعة أثرية جميعها حقيقية وموجودة فعلياً في متاحف أوروبية، أبرزها:

  • برونزيات بنين: التي أعادتها هولندا مؤخراً إلى نيجيريا.
  • طبل نغادجي المقدس: الخاص بمجتمع بوكومو الكيني، الذي صادرته بريطانيا عام 1902.
  • جمجمة “رجل بروكن هيل”: واحدة من أقدم البقايا البشرية، محفوظة حالياً في متحف التاريخ الطبيعي في لندن.

وتقول “سيثي نكوب” منتجة اللعبة، إن كل قطعة داخل “Relooted” تحمل خلفية تاريخية يمكن للاعبين استكشافها وقراءتها داخل بيئة اللعبة.

وتضيف: ” أحياناً تكون القصص وراء هذه القطع مؤلمة للغاية… اللعبة تفتح أعيننا على مدى تأثير الاستعمار في تشكيل العالم”.

سيناريو اللعبة: مغامرة في قلب الذاكرة المنهوبة

تدور أحداث اللعبة في المستقبل، وتبدأ بمشهد رمزي مثير، حيث تقفز البطلة الافريقية “نومالي” فوق سور متحف تحت جنح الظلام، ثم تقتحم القاعة الرئيسية، وتنتزع جمجمة بشرية من قاعدة عرض قبل أن تهرب عبر النافذة على صوت صافرات الإنذار.

وتظهر ضمن اللعبة شخصية “البروفيسورة غريس”، جدة البطلة نومالي و”العقل المدبر للمهمة”، وهي رمز يربط بين الأجيال التي تقاتل من أجل نفس القيم.

تجربة بصرية بطابع افريقي مستقبلي (Afrofuturism)

تعتمد اللعبة على أسلوب بصري مستوحى من “الخيال الإفريقي المستقبلي”، وترتدي الشخصيات أزياء تجمع بين التراث والتقنية.

وفي إحدى المهام، يناقش الفريق استعادة رفات زعماء تنزانيين أعدمتهم القوات الاستعمارية الألمانية، ليفتح الباب أمام نقاش فلسفي داخل اللعبة: “هل يعد استرجاع ما سُرق سرقة؟”

التقنية في خدمة الهوية

وفقًا لتقرير فرنسي صدر عام 2018، تحتفظ المتاحف الفرنسية وحدها بحوالي 90 ألف قطعة من إفريقيا جنوب الصحراء.

وفي هذا السياق، ترى “نكوب” أن اللعبة توظف الوسائط التفاعلية لفتح النقاش حول الهوية والعدالة الثقافية، خاصة أن رؤية هذه القطع تتطلب من الأفارقة اليوم استخراج تأشيرات، ودفع تكاليف السفر، فقط ليشهدوا تراثهم.

وتضيف: “عرفت عن جمجمة بروكن هيل طوال حياتي، لكنها موجودة في لندن، ولم أرها أبدا ًفي الواقع”.

إقبال واسع في مهرجان الألعاب الصيفي

تم الكشف عن اللعبة في Summer Game Fest في لوس أنجلوس، حيث حصدت اهتماماً واسعاً من الجمهور، خاصة من الجاليات الإفريقية في المهجر.

وتأمل نكوب أن تلهم اللعبة مطوري الألعاب في إفريقيا لسرد قصصهم الخاصة.

“Relooted” أكثر من مجرد لعبة

يشير خبراء متخصصون في التاريخ إلى ان الاستعمار حرم المجتمعات الإفريقية من أرشيفها المعرفي، وتسبب في تشويه وعي الأجيال بهويتها الثقافية.

وهم يعتبرون أن “Relooted” ليست مجرد لعبة، بل رسالة ثقافية في شكل تجربة تفاعلية ترقى إلى صرخة رقمية لإعادة كتابة التاريخ من منظور إفريقي مستقبلي مدفوعة بالشغف، التكنولوجيا، والعدالة الثقافية.

المصادر
Pcgamer
RTL- AFP

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى