AI Gov: إدارة ترامب تُطلق روبوت ذكاء اصطناعي
يُفترض إطلاقه في الرابع من يوليو (عيد الاستقلال الأمريكي)

في خطوة أثارت العديد من التساؤلات، بدأت إدارة ترامب العمل على إطلاق روبوت دردشة يعمل بالذكاء الاصطناعي، ومن المتوقع أن يرى النور قريباً على الموقع الجديد AI.gov.
يبدو أن المشروع، رغم غموض تفاصيله حتى الآن، يطمح إلى “تسريع وتيرة الابتكار الحكومي من خلال الذكاء الاصطناعي”، بحسب ما كشفه موقع 404 Media من مستودع الكود عبر GitHub.
مشروع حكومي بقيادة مهندس سابق في تيسلا
تشير البيانات إلى أن AI.gov يخضع لإشراف إدارة الخدمات العامة الأمريكية (GSA) وتحديداً عبر وحدة الخدمات التكنولوجية التحولية (Technology Transformation Services)، التي يتولى قيادتها حالياً توماس شيد، مهندس سابق في شركة تسلا، ووُصف من قبل نيويورك تايمز بأنه أحد حلفاء إيلون ماسك.
في تسجيل مُسرَّب لاجتماع داخلي نشره 404 Media، يمكن سماع شيد وهو يدفع بقوة نحو دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف قطاعات الحكومة الفيدرالية.
AI.gov: واجهة جديدة للذكاء الاصطناعي الحكومي
رغم أن الموقع الرسمي AI.gov لا يزال يعيد التوجيه حالياً إلى الصفحة الرئيسية للبيت الأبيض، إلا أن النسخة التي كشف عنها 404 Media توضح ملامح المشروع المرتقب، بما في ذلك تطوير روبوت دردشة متكامل مع مجموعة من واجهات برمجة التطبيقات (APIs) الخاصة بأبرز شركات الذكاء الاصطناعي مثل OpenAI وGoogle وAnthropic.
كما تشير مقتطفات من الكود البرمجي إلى أن الفريق يعمل أيضًا على دعم منصات مثل Bedrock من Amazon Web Services وLLaMA من Meta.
موعد الإطلاق
المثير للاهتمام أن الكود البرمجي المنشور على GitHub يتضمن موعداً طموحاً لإطلاق المشروع، وهو يوم الرابع من يوليو/تموز، أي في عيد الاستقلال الأمريكي، وكأنها محاولة للاحتفال بالتحرر عبر التحول الرقمي الكامل.
فيما علَّق موقع 404 Media ساخراً باقتباس من فيلم الخيال العلمي الشهير Independence Day لعام 1996:
لطالما آمنا بأننا لسنا وحدنا، في الرابع من يوليو.. سنتمنى لو كنا كذلك.
مخاوف مشروعة حول الموثوقية والمعلومات المضللة
من المعروف عن روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي أنها كثيراً ما تُظهر ثقة زائدة بالنفس مع تقديم معلومات غير دقيقة، وهو ما يثير القلق عند ربطها بمؤسسات حكومية رسمية، فإطلاق أداة كهذه تحت مظلة الحكومة الفيدرالية دون رؤية واضحة قد يشكل مخاطرة حقيقية في حال تم الاعتماد عليها لتقديم خدمات أو معلومات للمواطنين.
الذكاء الاصطناعي كبديل عن الموظفين
الجدير بالذكر أن هذا ليس أول روبوت دردشة يتم تطويره ضمن إدارة الخدمات العامة، فمع بداية هذا العام، وفي خضم موجة من التسريحات التي طالت موظفي الوكالة من قبل “وزارة كفاءة الحكومة” (DOGE) المدعومة من ماسك، تم إطلاق روبوت دردشة داخلي لمساعدة الموظفين المتبقين على تنفيذ المهام اليومية. وبحسب ما ورد، كان ذلك المشروع قيد التطوير منذ فترة، إلا أن الفريق الجديد قام بتسريعه ليعوض نقص الموارد البشرية.
أما AI.gov، فيبدو أنه مشروع جديد كلياً من ابتكار توماس شيد وفريقه المتبقي في القسم التقني. ومع أن التفاصيل لا تزال محدودة، إلا أن التسرع في تنفيذه -خاصة في ظل حساسية دوره المفترض- يطرح العديد من التساؤلات حول مدى جاهزية الحكومة الأمريكية للاعتماد على الذكاء الاصطناعي في تقديم خدماتها.
هل نحن مستعدون لذكاء اصطناعي حكومي؟
في الوقت الذي تتسابق فيه الشركات الكبرى والحكومات حول العالم لدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في البنى التحتية الرقمية، يبقى السؤال الأهم: هل نمتلك القدرة والشفافية الكافية لتوظيف هذه الأدوات بحذر وفاعلية؟
فهل ستكون روبوتات مثل التي يُخطط لإطلاقها على AI.gov وسيلة لتحسين تجربة المواطن، أم تزيد من انعدام ثقة الجمهور في المؤسسات الحكومية؟
المصادر: