ادفعوا مقابل البيانات: ويكيبيديا تطلق نداءً لشركات الذكاء الاصطناعي – وسط منافسة من إيلون ماسك
لن تتخذ إجراءات قانونية -حالياً- ضد الجهات التي تخالف تعليماتها

شهدت موسوعة ويكيبيديا انخفاضاً ملحوظاً في عدد الزيارات منذ بداية عصر الذكاء الاصطناعي التوليدي وانتشار أدوات المحادثة المعززة بهذه التقنية، ما دفع مؤسسة ويكيميديا -الجهة المسؤولة عن تشغيل الموسوعة- إلى مطالبة مطوِّري الذكاء الاصطناعي بالاعتماد على الواجهة البرمجية (API) المدفوعة المخصصة للاستخدامات التجارية.
من جانبها، قالت المؤسسة في بيان رسمي إن استخدام هذه الواجهة يضمن للمطورين وشركات الذكاء الاصطناعي الوصول الكامل إلى محتوى ويكيبيديا بطريقة قانونية وآمنة، مع إمكانية استخدام خوادم الموسوعة بشكل غير محدود.
في السياق نفسه، أكَّدت “ويكيميديا” أن هذا الخيار يمثل السبيل المسؤول والأخلاقي للاستفادة من بيانات ويكيبيديا، كما يساهم في دعم رسالتها غير الربحية واستدامة المشروع على المدى الطويل.

انخفاض الزيارات يهدد استدامة المحتوى
أوضحت “ويكيميديا” أن تراجع عدد الزيارات إلى الموسوعة خلال العامين الماضيين أدى إلى تراجع نشاط المتطوعين الذين يحررون المقالات ويطورون المحتوى، إضافة إلى انخفاض مساهمات المتبرعين الأفراد الذين يدعمون الموقع مالياً.
وقالت المؤسسة في تدوينتها:
لكي يثق المستخدمون بالمعلومات المتاحة على الإنترنت، يجب على المنصات أن تذكر مصادرها بوضوح، وأن تشجع المستخدمين على زيارة تلك المصادر والمشاركة فيها.. ومع انخفاض الزيارات إلى ويكيبيديا، يتراجع عدد المساهمين والمتطوعين الذين يشكلون العمود الفقري للموسوعة.
تعزيز أنظمة اكتشاف روبوتات الذكاء الاصطناعي
بحسب تقارير تقنية، فقد عملت ويكيبيديا خلال الأشهر الماضية على تطوير أدواتها الخاصة لرصد نشاط روبوتات الذكاء الاصطناعي التي تستخرج البيانات من صفحاتها، ولاحظت المؤسسة أن بعض هذه الروبوتات تحاول التنكر في صورة مستخدمين بشريين لتفادي القيود الجديدة التي تم فرضها لحماية البيانات.
ورغم ذلك، أكدت “ويكيميديا” عدم اتخاذ أي إجراءات قانونية في الوقت الحالي ضد الجهات التي تخالف تعليماتها، محذِّرةً في الوقت نفسه من الاستمرار في استخدام محتواها دون ترخيص نظراً لما يمثله من تهديد لمستقبل المشروع، وتقويض أهدافه المعرفية المفتوحة.

الذكاء الاصطناعي في خدمة ويكيبيديا
في المقابل، تعمل المؤسسة على توظيف الذكاء الاصطناعي داخلياً لتحسين تجربة المستخدمين ودعم المحررين، من خلال أدوات الترجمة التلقائية وتقنيات الأتمتة الذكية التي تساعد في مراجعة وتحرير المقالات بسرعة ودقة أكبر.
منافسة جديدة من “غروكبيديا”
وفي سياق متصل، أعلن رجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك مؤخراً إطلاق منصة “غروكبيديا” (Grokpedia)، وهي موسوعة رقمية جديدة تعتمد على أداة الذكاء الاصطناعي “غروك” (Grok) التابعة لشركته “إكس”. ويُتوقع أن تمثل هذه المنصة منافساً مباشراً لويكيبيديا في مجال المحتوى المعرفي المدعوم بالذكاء الاصطناعي.
المصادر:



