استطلاع: 87% من السعوديين يعتمدون على الذكاء الاصطناعي لتخطيط رحلاتهم
الذكاء الاصطناعي يحظى بشعبية بين الشباب والفئات بين 45 و60 عاماً
أظهر استطلاع حديث أجرته شركة تولونا (Toluna) العالمية المتخصصة في أبحاث السوق خلال صيف 2025 اعتماداً متزايداً من قبل السياح السعوديين على أدوات الذكاء الاصطناعي في تنظيم رحلاتهم بدلاً من الطرق التقليدية، ما يدل على تحول ملحوظ في قطاع السياحة بالسعودية.
ووفقاً للاستطلاع الذي أورده موقع (العربية.نت)، يستخدم 87% من السعوديين تقنيات الذكاء الاصطناعي إما للتخطيط لرحلاتهم أو لأغراض الترجمة، وهو مؤشر واضح على توسع الاعتماد على هذه التكنولوجيا في التجربة السياحية، حيث
لم تعد هذه الأدوات حكراً على الشباب، بل هي تحظى بشعبية بين الشرائح العمرية الأكبر سناً بين 45 و60 عاماً.
ما هي الاستخدامات الأكثر شيوعاً للذكاء الاصطناعي في السفر؟
لفت الاستطلاع إلى الاستخدامات الأكثر شيوعاً لأدوات الذكاء الاصطناعي مثل (ChatGPT وGemini) في إدارة الرحلات والعطلات، والتي جاءت نسبتها على النحو التالي:
| الاستخدام | النسبة المئوية |
|---|---|
| اكتشاف الأنشطة والمقاصد السياحية | 46% |
| الترجمة الفورية أثناء السفر | 43% |
| العثور على أفضل العروض | 43% |
| اقتراحات المطاعم | 38% |
| تنظيم جدول الرحلة | 31% |
ونقل موقع (Arabnews) عن جورج أكاوي مدير الحسابات المؤسسية في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا لدى Toluna قوله:
“الذكاء الاصطناعي أصبح رفيق سفر موثوق، وليس بين الأجيال الشابة فقط. من اكتشاف الأماكن المخفية، والترجمة الفورية، إلى الحصول على اقتراحات للأنشطة، يستخدم الشباب السعودي هذه التقنية لتعزيز كل جانب من رحلتهم”.
آراء وتجارب شخصية
أوضح الشاب أحمد الشجاع لـ (العربية.نت) أن الذكاء الاصطناعي سهّل عليه جوانب التخطيط للسفر، لافتاً إلى أن كل ما يحتاجه هو “طرح السؤال لتتولى المساعدات الذكية البحث والمقارنة وتقديم أفضل الخيارات”.
وبيَّن أنه تمكّن من تنظيم رحلة إلى تركيا بميزانية 2000 ريال سعودي، وحصل بفضل الذكاء الاصطناعي على خيارات للإقامة والطيران بتكاليف أقل من المتوقع.
من جهته أكد نبيل ماهر وهو يعمل في قطاع السياحة أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة أساسية للحصول على معلومات دقيقة وسريعة تتجاوز سرعة محركات البحث التقليدية حول الرحلات المباشرة، رموز المطارات، وأنواع الغرف الفندقية.
تغيُّر المشهد السياحي وتحذير من الاعتماد الكامل على التقنية
توقع الدكتور عبد الله المنيف عميد كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود سابقاً تراجع دور مكاتب السفر التقليدية وتغير المشهد السياحي جذرياً خلال السنوات الخمس القادمة مع التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي.
في مقابل ذلك رأى الدكتور حذيفة مدخلي مستشار إدارة التسويق السياحي أن الذكاء الاصطناعي لا يشكل تهديداً لوكالات السفر بل يمثل فرصة لتعزيز خدماتها وتسريعها، لافتاً إلى أن معظم مكاتب السياحة والسفر باتت تستخدم هذه الأدوات بعد تدريب فرقها عليها مما يجعلها عنصر دعم لأدائها بدلاً من أن تكون منافساً لها.
ونشير في هذا الصدد إلى بيانات حديثة تظهر أن الذكاء الاصطناعي يعزز ربحية وكالات السفر بشكل ملموس، ويمكن أن يوفر بين 15% و30% من التكاليف، سواء على مستوى الشركات أو العمليات التشغيلية ضمن المؤسسات السياحية.
ورغم الميزات التي يحصل عليها المسافرون، حذر الدكتور مدخلي من الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي، مفضلاً استخدامه كـ “مساعد” لا كبديل عن خبرة وكالات السفر والمختصين.
السياحة السعودية والذكاء الاصطناعي
تأتي هذه النتائج متوافقة مع تقرير أعدته جوجل بالتعاون مع وكالة الأبحاث البريطانية (Public First) في يونيو 2025، والذي أشار إلى أن 80% من البالغين السعوديين يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل عام، وهي نسبة تقارب ضعف المعدل في الولايات المتحدة.
وفي إطار رؤية (المملكة 2030)، أطلقت الهيئة السعودية للسياحة في نوفمبر 2024 النسخة التجريبية من “سارة” (SARA)، وهي شخصية رقمية فائقة الواقعية تعمل كمرشدة سياحية شخصية، قادرة على التفاعل مع المستخدمين وتقديم توصيات فورية عن الوجهات والمعالم والفعاليات.
المصادر
Al-Arabiya
Arabnews
Globetrender
Zipdo
Wifitalents
