ثورة العقارات الرقمية: شركة Huspy الإماراتية توسِّع أعمالها في أوروبا والشرق الأوسط
شركة "Huspy" الإماراتية تجمع 59 مليون دولار لتوسيع أعمالها في أوروبا والشرق الأوسط

إذا دخلت أحد البنوك في دبي عام 2020 للتقدُّم بطلب رهن عقاري، فغالباً ما كنت ستقضي أشهراً وسط أكوام من الأوراق أو تواجه تفاوتاً كبيراً في أسعار العقارات المعروضة.
هذه التجربة دفعت رائد الأعمال “جاد أنطون” إلى تأسيس “Huspy”، وهي شركة ناشئة تهدف إلى تبسيط عملية شراء المنازل رقمياً في دولة الإمارات.
على مدار خمس سنوات، تحوَّلت “Huspy” إلى واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا العقارية (PropTech) في الإمارات، وتوسَّعت إلى السوق الإسبانية من خلال توفير أدوات رقمية للعثور على العقارات والحصول على التمويل العقاري.
كما أعلنت الشركة مؤخراً عن إغلاق جولة تمويل من الفئة B بقيمة 59 مليون دولار، بقيادة المستثمر الحالي “Balderton Capital”، وذلك بهدف تعزيز عملياتها في الشرق الأوسط وتوسيع حضورها الأوروبي.
من المقرر استخدام هذا التمويل الجديد لدفع عجلة النمو المستمر في كل من الإمارات وإسبانيا، بالإضافة إلى دعم خطة الشركة لإطلاق عملياتها في السعودية أيضاً.
يرى مراقبون دوليون أن شركة “Huspy” طوَّرت نموذجاً فعالاً وقابلاً للتكرار لإطلاق عملياتها في المدن، ويستمر ابتكارها السريع -لا سيما في أدوات الذكاء الاصطناعي الموجهة للوكلاء العقاريين- في رفع سقف التوقعات داخل هذا القطاع”.
يشير “أنطون” إلى أنّ تجربته في سوق الإمارات مكّنته من فهم نقاط الألم في منظومة الرهن العقاري في أي سوق جديد، فقد نجح في بناء شراكات استراتيجية مع أبرز البنوك المحلية، وطرح ميزة الموافقة المسبقة على التمويل العقاري عبر منصة رقمية تربط الوسيط بالمشتري مباشرة.
في غضون ثلاث سنوات فقط، تقول الشركة إنها استحوذت على 30% من سوق التمويل العقاري في الإمارات (25% في دبي تحديداً، وهي واحدة من أكثر أسواق العقارات نشاطاً في العالم)، وقد شكَّل هذا الإنجاز -بالإضافة إلى علاقاتها الحصرية مع البنوك- نقطة انطلاق لخطط التوسّع في الخارج.
بدأت “Huspy” دخولها إلى السوق الإسبانية في عام 2022، وهي سوق عقارية مجزأة تضم أكثر من 100 ألف وكيل مسجّل، وعلى خلاف نماذج الـiBuyer أو الوكالات العقارية التقليدية، تعتمد “Huspy” نموذجاً شبكياً يعمل في كل من الإمارات وإسبانيا، حيث يستخدم وكلاء مستقلون المنصة للوصول إلى عملاء محتملين من مواقع مثل Property Finder وIdealista، بينما توفّر “Huspy” أدوات لإدارة العلاقات مع العملاء (CRM)، ودعماً لإتمام الصفقات، ومنتجات تمويل عقاري متكاملة من خلال شركائها المصرفيين.
يؤمن القائمون على “Huspy” أنهم توصَّلوا إلى نموذج نمو يصعب تقليده:
- دخول مدن متوسطة الحجم تتميز بكثافة صفقات مرتفعة وكفاءة منخفضة بين الوكلاء
- بناء قاعدة من المعروض العقاري عبر الشراكات مع الأسواق
- استقطاب الوكلاء المتميزين إلى المنصة، وأخيراً دمج خدمات التمويل العقاري.
وفي أقل من عام، تقول الشركة إنها أصبحت ضمن أكبر ثلاث شركات عقارية في مدينة فالنسيا من حيث حجم الصفقات، كما تنشط حالياً في ست مدن إسبانية، محققة نمواً سنوياً يفوق 20 ضعفاً.
يضيف “أنطون”:
أعتقد أنه سيكون من الصعب على أي جهة منافسة التغلُّب علينا في مجال التمويل العقاري عبر السوقين، لأننا ببساطة نملك أفضلية الزمن والخبرة، لا سيما في إسبانيا حيث لدينا كفاءة تشغيلية أعلى.
تقول الشركة إنها ساعدت أكثر من 25,000 شخص على شراء منازل عبر أسواقها، ونمت إيراداتها أكثر من 10 أضعاف منذ عام 2022، حيث تعتمد المنصة في دخلها على العمولات ورسوم النجاح التي تحصل عليها عادة من الوكلاء العقاريين والبنوك، وقد تجاوز إجمالي المعاملات التي جرت عبر “Huspy” حاجز الـ7 مليارات دولار.
فيما تُخطِّط الشركة لإطلاق عملياتها في معظم المدن الكبرى عبر أوروبا والشرق الأوسط خلال السنوات الأربع المقبلة، في ظل ما يبدو أنه “اللحظة الذهبية” لقطاع التكنولوجيا العقارية في المنطقة.
المصادر: