الاخبار

ثورة الذكاء الاصطناعي في الإعلانات .. هل تهدد أدوات ميتا مستقبل التسويق التقليدي؟

خوارزميات الذكاء الاصطناعي ستتحكم بمشهد سوق الإعلانات ومستقبل الشركات

في خطوة جريئة قد تعيد تشكيل صناعة الإعلانات بالكامل، أعلنت شركة ميتا أن خطتها الطموحة لتمكين المعلنين من إنشاء حملات إعلانية مستهدفة بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي سيتم تنفيذها بحلول نهاية العام المقبل، وفقاً لتقارير جديدة نشرتها صحيفتي وول ستريت جورنال والغارديان البريطانية.

 

الإعلانات بذكاء اصطناعي .. هل تصبح وكالات التسويق خارج اللعبة؟

أوضحت صحيفة الغارديان أن العلامات التجارية ستكون بفضل التقنيات الحديثة قادرة على إنشاء إعلانات رقمية باستخدام صورة المنتج فقط، فيما تتكفل خوارزميات الذكاء الاصطناعي في منصة Meta بتحديد الجمهور المستهدف وإدارة ميزانية التسويق بكفاءة.

ولفتت الصحيفة إلى أن المنصة توفر بالفعل ميزات تعديل الإعلانات قبل نشرها على Facebook وInstagram، لكن الأدوات القادمة يُتوقع أن تحدث نقلة نوعية، حيث تزيل الحاجة إلى تدخل بشري تقليدي في إعداد الحملات الإعلانية.

ورأت الصحيفة التي استندت إلى معلومات نشرتها وول ستريت جورنال أن هذا التوجه لا يؤثر فقط على وكالات الإعلانات الكبرى، بل يفتح أبواب المنافسة أمام الشركات الصغيرة والمتوسطة التي كانت تعاني من تكاليف التسويق المرتفعة، حيث يمكن لشركات السياحة مثلاً ضبط حملاتها من خلال ميزات مثل الاستهداف الجغرافي الذكي، بحيث تظهر لمستخدمين مهتمين بوجهات محددة، ما يعزز فعالية الإعلانات دون الحاجة إلى وكالة مختصة.

انخفاض أسهم وكالات الإعلان.. وصعود ميتا

أرخت الأنباء الجديد عن توقيت إطلاق أدوات الذكاء الاصطناعي بظلالها على الأسواق المالية، حيث سجلت شركة WPP انخفاضًا بنسب 3% في التعاملات المبكرة، فيما تأثرت الشركتان الفرنسيتان Publicis Groupe وHavas بانخفاض بلغ 3.9% و3% على التوالي.

ووفقاً للصحيفة سارع المستثمرون إلى بيع بعض أكبر خدمات التسويق في العالم مع ظهور أنباء عن خطط شركة ميتا لإطلاق الذكاء الاصطناعي، وهو ما قد يزيد بشكل كبير من إيرادات الشركة البالغة 160 مليار دولار (118 مليار جنيه إسترليني) سنويا من الإعلانات والتي تجنيها الشركة بالفعل.

رؤية مارك زوكربيرج لمستقبل الإعلان

وكان مارك زوكربيرج صاحب شركة ميتا تحدث عن رؤيته في 1 مايو/ ايار 2025 خلال مقابلة مع “Stratechery”، حيث أكد أن الذكاء الاصطناعي سيعيد تعريف صناعة الإعلانات بالكامل.

وأكد زوكربيرج في تصريحات جديدة نقلتها الغارديان أن الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي سيمثل أولوية قصوى لشركة ميتا في العام المقبل، حيث تخطط لإنفاق ما بين 64 مليار دولار و72 مليار دولار في مشاريع البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.

هل تنتهي هيمنة الوكالات الإعلانية؟

رغم المخاوف، حاولت شركة ميتا طمأنة الأسواق على لسان الرئيس التنفيذي للتسويق أليكس شولتز، حيث اعتبر أن الوكالات الإعلانية لن تختفي، بل ستتكيف مع الدور الجديد للذكاء الاصطناعي، ما يساعدها على التركيز على الجوانب الإبداعية والتخطيط الاستراتيجي بدلاً من المهام التقنية التقليدية.

ولفت شولتز إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي من شأنها أن تساعد في “تسوية المنافسة” للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم التي لا تملك الوقت أو النطاق المالي لاستخدام الوكالات مضيفاً أن ملايين الشركات الصغيرة تعتمد على منصة ميتا للنمو.

وقال شولتز: “بالنسبة لهذه الشركات التي لا تستطيع العمل مع وكالة، أو لا تملك وقتاً خلال أيامها المزدحمة للتفكير في إبداعاتها أو استهدافها، هنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي في تحقيق تكافؤ الفرص”.

هل نحن أمام مستقبل تسويقي تحكمه الخوارزميات؟

لا شك أن دخول الذكاء الاصطناعي إلى عالم الإعلانات يشكل نقطة تحول غير مسبوقة، تفتح أبواباً جديدة أمام الشركات الصغيرة والمتوسطة، لكنها في الوقت نفسه تفرض تحديات كبيرة على وكالات الإعلان التقليدية.

وبينما تبشر هذه التقنية بمرحلة أكثر كفاءة ودقة في استهداف الجمهور، يتساءل مراقبون عن مدى قدرة الصناعة الإعلانية على مواكبة هذه الثورة الرقمية، وكذلك عن ديناميكيات السوق المتوقعة، ويبقى السؤال الأهم: هل سنكون أمام عصر جديد ستتحكم فيه الخوارزميات في مستقبل التسويق والإعلام؟

المصدر  The Guardian

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى