انطلاق أعمال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي – قطر 2025
إطلاق عدد من المشاريع والمبادرات الرائدة خلال الفعاليات

انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة أمس أعمال النسخة الثانية من القمة العالمية للذكاء الاصطناعي – قطر 2025، بمشاركة نخبة من الخبراء الدوليين وقادة التكنولوجيا وصنّاع القرار وحضور واسع من المؤسسات الحكومية والشركات العالمية، لمناقشة أحدث التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، واستعراض الحلول المبتكرة التي يمكن أن تسهم في مواجهة التحديات العالمية وتعزيز التنمية المستدامة.
وتشكل القمة التي تنظمها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات القطرية، بالتعاون مع مؤسسة Inspired Minds العالمية الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة، في الفترة بين 9 و10 ديسمبر 2025، منصة استراتيجية تتناول موضوعات محورية تشمل البنى التحتية للذكاء الاصطناعي، النماذج اللغوية الكبيرة، الحوكمة والأطر التنظيمية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية كالصحة والطاقة والتعليم.
وتستقطب القمة التي تنعقد في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات في الفترة بين 9 و10 ديسمبر 2025، أكثر من 6 آلاف مشارك وما يزيد على مئة متحدث من مختلف أنحاء العالم، بينهم ممثلون عن الأمم المتحدة، شركات تقنية كبرى مثل جوجل ومايكروسوفت، إضافة إلى باحثين من مؤسسات أكاديمية مرموقة.
وأكد المسؤولون أن القمة تمثل فرصة لتعزيز التعاون الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي، من خلال توقيع اتفاقيات مع شركات عالمية وتطوير شراكات استراتيجية تدعم الابتكار وتساهم في بناء منظومة رقمية متكاملة مشيرين إلى أن استضافة هذا الحدث العالمي في الدوحة يعكس مكانة قطر المتنامية كمركز إقليمي وعالمي للابتكار الرقمي، ويعزز مسيرتها نحو تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030.
مسارات قمة قطر 2025 الرئيسية
وفقاً لوكالة الأنباء القطرية، تتكون القمة من أربعة مسارات رئيسية تشمل:
- مسار المنصة الرئيسية الذي يناقش موضوعات الذكاء الاصطناعي المتقدم، والسياسات والتشريعات ذات الصلة، وبنية الجيل القادم للتقنيات الذكية.
- مسار تسريع تبني الذكاء الاصطناعي الذي يركز على تعزيز نشر التطبيقات الذكية ودراسة الحالات العملية في المؤسسات والشركات، إضافة إلى مستقبل قطاع الطاقة.
- مسار الجلسات التقنية المتقدمة المخصص للتقنيات البحثية والأكاديمية واستعراض أحدث الابتكارات التي تشكل ملامح المستقبل.
- مسار حدود الذكاء الاصطناعي العالمي الذي يتناول إطلاق قدرات الذكاء الاصطناعي والمسارات الخاصة بالذكاء الاصطناعي المسؤول.
إضافة إلى ما سبق، يشهد الحدث تنظيم هاكاثون متخصص في تقنيات الصحة بالتعاون مع جامعة قطر.
إطلاق نموذج فنار 2.0 للذكاء الاصطناعي وبرنامج GovAI في اليوم الأول
شهد حفل افتتاح القمة إطلاق الإصدار المحدث من منصة فنار “Fanar 2.0” وهي نموذج ذكاء اصطناعي توليدي للغة العربية طوره معهد قطر لبحوث الحوسبة في جامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.
واستعرض أحمد المقرمد المدير التنفيذي للمعهد منصة فنار وقدراتها الضخمة وأهميتها في النهوض بالبحوث والابتكارات في تقنيات الذكاء الاصطناعي باللغة العربية.
إلى جانب ذلك تم إطلاق برنامج GovAI وهو إطار وطني تقوده وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتسريع تبني الحلول الذكية في الجهات الحكومية وتحسين جودة وكفاءة الخدمات العامة، إضافة إلى توقيع عدد من الاتفاقيات والشراكات مع شركات تكنولوجية عالمية ومحلية ضمن الإطار الوطني المذكور.

اليوم الثاني: جلسات متخصصة وورش عمل تفاعلية
من المقرر أن يغطي اليوم الثاني من القمة جلسات متخصصة وورش عمل تفاعلية تجمع الخبراء والمبتكرين ورواد الأعمال من مختلف دول العالم لمناقشة مستقبل الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته العملية في القطاعات الحيوية.
وسيوفر منظمو الحدث منصات للتواصل المهني بين المشاركين وربط الشركات الناشئة بالمستثمرين، بما يعزز تبادل الخبرات.
إطلاق شركة كاي “Qai” الوطنية لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي
وسبق عقد القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في قطر الإعلان عن تأسيس شركة كاي “Qai” الوطنية المتخصصة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في 8 ديسمبر 2025، وهي تنضوي تحت مظلة جهاز قطر للاستثمار (QIA) أحد أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم.
وتهدف الشركة إلى بناء منظومات رقمية متقدمة تدعم الابتكار وتطوير وإدارة تقنيات الذكاء الاصطناعي داخل قطر وخارجها للمساهمة الفعالة في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز موقع قطر ضمن السباق العالمي لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.
مهام شركة “Qai” ودورها
ستتولى شركة “كاي – Qai” تطوير وإدارة واستثمار منظومات وبنى تحتية متقدمة للذكاء الاصطناعي داخل البلاد وخارجها بما يدعم القطاعات الحيوية كافة بتقنيات ذكية آمنة وموثوقة.
كما ستعمل الشركة على تمكين المؤسسات من الوصول إلى قدرات الحوسبة عالية الأداء، وتوفير شبكة متصلة من الأدوات والقدرات تتيح تدريب ونشر أنظمة ذكاء اصطناعي قابلة للتوسع وعالية الأثر في الأسواق المحلية والعالمية، بما يعزز الابتكار ويمنح الجهات القدرة على النمو واتخاذ القرار بثقة ووضوح.
وستركز على تمكين الجهات الحكومية والمؤسسات والشركات والمبتكرين والباحثين من بناء واستخدام حلول تعكس احتياجاتهم وقيمهم وتطلعاتهم، كما ستعمل على استقطاب الباحثين والكفاءات العالمية وتعزيز التعاون مع مؤسسات بحثية دولية وشركات تكنولوجية عالمية ومستثمرين استراتيجيين، بما يسهم في نقل المعرفة وبناء منظومة ابتكار متقدمة.
وبحكم تبعيتها، ستستفيد “كاي – Qai” من انتشار استثمارات جهاز قطر للاستثمار في قطاعات متعددة حول العالم ونهجه الاستثماري طويل الأجل، وكذلك من تعاونها مع الأوساط العلمية والبحثية وصناع السياسات ومنظومة الابتكار المحلية لتسريع تطوير واعتماد حلول الذكاء الاصطناعي عملياً.
ويأتي تأسيس “Qai” ليدعم توجه قطر لتعزيز الاقتصاد القائم على المعرفة وتطوير بنية تحتية رقمية تواكب التحولات العالمية المتسارعة بما يدعم توجه التنويع الاقتصادي تماشيا مع رؤية قطر الوطنية 2030.
ومن المتوقع أن تسهم الشركة الجديدة في تسريع تبني الحلول الذكية في القطاعات الحيوية مثل الصحة، التعليم، الطاقة، والخدمات الحكومية، مع التركيز على بناء بنية تحتية آمنة وموثوقة للذكاء الاصطناعي.
ويمثل تأسيسها إنجازاً استراتيجياً يرسخ مكانة قطر كمركز إقليمي وعالمي للابتكار، عبر دعم الأبحاث، جذب المواهب، وتطوير شراكات استراتيجية مع مؤسسات تقنية رائدة حول العالم.
رئيس مجلس إدارة “Qai”: الثقة ودور الإنسان في صميم التحول التقني
وشدد عبد الله بن حمد المسند رئيس مجلس إدارة الشركة على أن مهمة كاي “Qai” تتمثل في ضمان أن يتم التحول الذي تقوده تقنيات الذكاء الاصطناعي بصورة مسؤولة مع إبقاء الثقة ودور الإنسان في صميم هذا التحول، مبيناً أن الشركة الجديدة “ستعمل على بناء القدرات التي تتيح للحكومات والشركات والمبتكرين تطوير واعتماد حلول الذكاء الاصطناعي بثقة، كما ستشكل حلقة وصل موثوقة ضمن منظومة الذكاء الاصطناعي العالمية، بما يعزز ريادة المنطقة، ويرفع من تنافسية دولة قطر على الساحة الدولية”.
مؤشرات رقمية قطرية
تجدر الإشارة إلى أن قطر حققت قفزة نوعية في المؤشرات الرقمية العالمية لعام 2025، وحلت في مراكز متقدمة في مجالات التكنولوجيا، المعرفة، والجاهزية للمستقبل، فقد دخلت قائمة أفضل 20 دولة عالمياً في مؤشر التنافسية الرقمية الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية بعد أن كانت في المركز السادس والعشرين العام الماضي.
كما جاءت في المركز التاسع عالمياً في التنافسية الاقتصادية، والمرتبة الثالثة عشرة في محور المعرفة، فيما احتلت المركز الأول عالمياً في استخدام البيانات الضخمة والتحليلات، إضافة إلى ريادتها في تمويل التطوير التكنولوجي والخدمات المالية الرقمية.
المصادر
وكالة الأنباء القطرية 1
المجلس الوطني القطري للتخطيط
وكالة الأنباء القطرية 2






