لتجنب أزمة مستقبلية: ميتا تستثمر مليارات الدولارات في الطاقة النووية
صفقة ضخمة لاستمرار محطة "كلينتون" للطاقة النووية حتى عام 2047

أعلنت شركة ميتا صباح يوم الثلاثاء الماضي، 3 يونيو 2025، عن صفقة ضخمة بمليارات الدولارات بهدف الحفاظ على تشغيل محطة “كلينتون” للطاقة النووية في ولاية إلينوي حتى عام 2047، ضمن تحرك استراتيجي لتعزيز استخدام الطاقة النظيفة وخفض الأثر الكربوني للشركة.
تشمل الصفقة شراء جميع “سمات الطاقة النظيفة” (Clean Energy Attributes) لمحطة Clinton Clean Energy Center التابعة لشركة Constellation Energy، والتي تبلغ قدرتها الإنتاجية 1.1 جيجاواط، بدءاً من يونيو 2027.
ميتا تدعم الطاقة النووية ضمن استراتيجيتها للمناخ
رغم أن الكهرباء المنتجة ستظل تتدفق إلى الشبكة المحلية، فإن هذا لا يعني أن الصفقة ستوفر الطاقة مباشرة لمراكز بيانات ميتا، حتى وإن كان للشركة مركز بيانات يقع على بعد ساعتين شمال المحطة في مدينة ديكالب.
بدلًا من ذلك، تعتمد الصفقة على مفهوم المحاسبة الكربونية، حيث تهدف إلى تقليل الأثر المناخي العام لميتا دون أن تُحدث تغييراً مباشراً في انبعاثات الكربون على الشبكة، ولكنها تمنع تفاقمها المحتمل.
صفقة ضخمة تُطيل عمر المفاعل النووي
لم يتم الكشف عن التفاصيل المالية الدقيقة للصفقة، والمؤكد أنها بمليارات الدولارات، فيما ستساعد شركة كونستيليشن على تجديد ترخيص التشغيل للمحطة النووية وضمان وجود مشترٍ للطاقة خلال فترة التمديد.
يُذكر أن شركات التكنولوجيا الكُبرى -على رأسهم ميتا- أصبحت مؤخراً من أبرز الداعمين للصناعة النووية، خاصةً بعد أن دفع النمو الهائل في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية تلك الشركات إلى البحث عن مصادر طاقة موثوقة ومستقرة.
خلفية تاريخية لمحطة “كلينتون”
كانت شركة كونستيليشن إنيرجي تخطط لإغلاق محطة كلينتون في يونيو 2017 بسبب المنافسة الشرسة من الغاز الطبيعي الرخيص، ولكن تدخل المشرِّعين في ولاية إلينوي آنذاك عبر حوافز مالية (إعانات حكومية) أنقذ المحطة من الإغلاق، ومع قرب انتهاء هذه الإعانات في عام 2027، تأتي صفقة ميتا لتكون البديل طويل الأمد وتمنع الإغلاق المستقبلي دون الحاجة إلى دعم مالي إضافي من دافعي الضرائب أو المستهلكين.
ورغم أن ميتا وكونستيليشن إنيرجي ألمحتا إلى أن الصفقة ساهمت في إنقاذ المحطة النووية من التوقف، فإن الواقع هو أن الشركة لم تُصدر تهديدات واضحة بالإغلاق منذ عام 2017. بل على العكس، في عام 2022 أعلنت كونستيليشن أنها ستتقدم بطلب لتمديد ترخيص التشغيل حتى عام 2047.
فيما علَّقت كونستيليشن على الصفقة بأنها “تحل محل برنامج ائتمان الانبعاثات الصفرية (ZEC) وتضمن استمرار تشغيل المحطة على المدى الطويل دون الحاجة إلى دعم دافعي الضرائب”.
ميتا تواصل البحث عن استثمارات نووية في أكثر من 20 ولاية
تأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة من التحركات من قبل شركات التكنولوجيا الكبرى للاستثمار في الطاقة النووية، حيث أعلنت ميتا في وقت سابق من هذا العام أنها تبحث عن مواقع لبناء محطات نووية جديدة تتراوح قدراتها بين 1 و4 جيجاواط، وقد تلقت بالفعل أكثر من 50 عرضاً مؤهلاً في أكثر من 20 ولاية أمريكية.
بهذا الاتفاق، حصلت كونستيليشن على راعٍ جديد من قطاع التكنولوجيا لمحفظتها من المحطات النووية.
يُذكر أنه في سبتمبر الماضي، أعلنت الشركة إعادة تشغيل مفاعل في جزيرة “ثري مايل آيلاند” بعد اتفاق مع مايكروسوفت على شراء كامل الطاقة الناتجة من المحطة.
المصادر: