التغطياتالذكاء الاصطناعي

“Comet”.. أول متصفح ويب يعمل بالذكاء الاصطناعي من Perplexity

متاح حصراً لمشتركي خطة "Max" التي تبلغ تكلفتها 200 دولار شهرياً

 

في خطوة جريئة لمنافسة جوجل، أعلنت شركة Perplexity عن إطلاق “Comet”، أول متصفح ويب مدعوم بالذكاء الاصطناعي من تطويرها، في محاولة مباشرة لإعادة تعريف كيفية بحث المستخدمين عن المعلومات على الإنترنت، وفرض نفسها كبديل فعَّال لـGoogle Search.

 

المتصفح الجديد لمشتركي خطة Max

عند الإطلاق، سيكون متصفح Comet متاحاً حصرياً لمشتركي خطة “Max” التي تبلغ تكلفتها 200 دولار شهرياً، إضافةً إلى مجموعة صغيرة من المستخدمين الذين سجَّلوا مسبقاً في قائمة الانتظار.

محرك بحث Perplexity يتصدَّر واجهة المتصفح

الميزة الأساسية في Comet هي دمج محرك بحث Perplexity القائم على الذكاء الاصطناعي بشكل مدمج ومُثبت مسبقاً كخيار افتراضي، ما يُبرز خلاصات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي كوظيفة رئيسية للمتصفح.

إلى جانب المتصفح، كشفت Perplexity عن “مساعد Comet”، وهو وكيل ذكي افتراضي مدمج داخل المتصفح، يُمكنه تنفيذ مهام روتينية نيابة عن المستخدمين، مثل:

  • تلخيص رسائل البريد الإلكتروني.
  • إدارة أحداث التقويم.
  • تنظيم علامات التبويب.
  • التنقل التلقائي داخل صفحات الويب.

 

يُتاح الوصول إلى مساعد Comet عبر شريط جانبي (Sidecar) يمكن فتحه على أي صفحة، ما يمنحه القدرة على “رؤية” محتوى الصفحة والإجابة على الأسئلة المتعلقة بها في اللحظة نفسها.

 

محاولة مباشرة لمنافسة Google Chrome

يُعد إطلاق متصفح Comet جزءاً من استراتيجية شاملة لتجاوز الحاجة إلى استخدام Google Chrome، المتصفح الأكثر استخداماً عالمياً، ومع أن مجال المتصفحات المدعومة بالذكاء الاصطناعي لا يزال حديثاً نسبياً، إلا أن جوجل نفسها بدأت بالفعل في إدماج تقنيات مشابهة ضمن Chrome، بما في ذلك “وضع الذكاء الاصطناعي” الذي يشبه إلى حد كبير تجربة Perplexity.

 

نظام تشغيل جديد للويب

صرَّح الرئيس التنفيذي لشركة Perplexity، أرافيند سرينيفاس، في مارس/آذار الماضي أن هدفه من “Comet” هو تطوير “نظام تشغيل يُتيح لك القيام بكل شيء تقريباً عبر الذكاء الاصطناعي”، واعتبر أن جعل “Comet” المتصفح الافتراضي للمستخدمين سيؤدي إلى “احتفاظ غير محدود” بالمستخدمين، وهو ما يترجم إلى مزيد من الطلبات على محرك بحث الشركة.

 

Comet في مواجهة منافسين أقوياء

رغم ذلك، يدخل متصفح Comet المدعوم بالذكاء الاصطناعي سوقاً مزدحمة، فإلى جانب جوجل وسفاري، أطلقت شركة The Browser Company متصفح “Dia” القائم على الذكاء الاصطناعي في يونيو، بينما تُشير تقارير إلى أن OpenAI تفكر هي الأخرى بإطلاق متصفح منافس، وقد وظَّفت بالفعل أعضاء سابقين من فريق كروم.

ومع أن المهمة ليست سهلة، إلا أن Perplexity قد تحصل على دفعة أولية إذا قام عدد كبير من مستخدميها الحاليين بتجربة المتصفح الجديد، حيث صرَّح سرينيفاس أن الشركة شهدت 780 مليون عملية بحث في مايو 2025، مع نمو شهري يفوق 20%.

 

Comet Assistant: تجربة عملية

أبرز ما يُميز المتصفح الجديد هو أداء مساعد Comet الذكي. خلال التجربة العملية، أثبت المساعد فعاليته في أداء المهام البسيطة بشكل جيد، لكنه أخفق عند التعامل مع طلبات أكثر تعقيداً.

إحدى أفضل التجارب كانت تشغيل المساعد في الشريط الجانبي أثناء تصفح الإنترنت، فعندما يكون المستخدم على صفحة معينة، يمكنه طرح الأسئلة مباشرة على المساعد، دون الحاجة إلى فتح نافذة جديدة أو نسخ ولصق الروابط.

استطاع مساعد Comet تفسير منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، وفيديوهات من يوتيوب، وحتى فقرات داخل مستند Google Docs، هذه الميزة ستُسهِّل بشكل كبير على المستخدمين الذين اعتادوا إرسال لقطات شاشة وملفات إلى أدوات مثل ChatGPT.

 

الخصوصية في خطر

عند محاولة ربط المساعد مع تقويم جوجل، تتطلب الأمر صلاحيات واسعة، مثل:

  • الوصول إلى الشاشة.
  • إرسال رسائل بريد إلكتروني.
  • قراءة جهات الاتصال.
  • تعديل الأحداث في التقويم.

أثار هذا المستوى من الوصول بعض القلق، إلا أن المساعد أدى المهمة بشكل جيد بعد منحه الصلاحيات، حيث قدَّم إشعارات بالأحداث القادمة، ونصائح حول مواعيد المغادرة ووسائل النقل.

كما نجح في تلخيص رسائل البريد الإلكتروني من مصادر مهمة مثل شركات التقنية الناشئة، وهو أمر لطالما كان تحدياً أمام وكلاء الذكاء الاصطناعي.

 

فشل في المهام المعقدة

في تجربة أخرى لمساعد Comet، طُلب منه العثور على موقف سيارات طويل الأمد في مطار سان فرانسيسكو بسعر أقل من 15 دولاراً في اليوم، قدم المساعد اقتراحات جيدة ظاهرياً، لكنه أخطأ في إدخال التواريخ عند محاولة الحجز، ثم أصرَّ على إتمام العملية رغم أن التواريخ غير صحيحة.. وعندما طُلب منه إعادة البحث، وقع في نفس الخطأ مجددًا.

هذه الأخطاء ليست جديدة على الوكلاء الافتراضيين؛ فقد ظهرت مشاكل مشابهة في تجارب مع “Operator” من OpenAI، ووكلاء تسوق سابقين من Perplexity، إذ تُعد الهلاوس إحدى العقبات الكبرى أمام تحول هؤلاء الوكلاء إلى أدوات عملية حقيقية.

 

هل يُشكل Comet مستقبل التصفح؟

رغم محدودية قدراته في المهام المعقدة، لكن متصفح Comet المدعوم بالذكاء الاصطناعي يُقدِّم وظائف مبتكرة تُميز تجربة البحث والتصفح، وقد يمنح Perplexity تفوقاً نسبياً في “حروب المتصفحات” القادمة.

 

المصادر: 

comet.perplexity

techcrunch

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى