الذكاء الاصطناعي

خبير روبوتات: الاستثمار في الروبوتات الشبيهة بالبشر هدر للأموال

ستتخلى الروبوتات الناجحة عن الشكل البشري خلال 15 عاماً

 

حذّر خبير الروبوتات الشهير رودني بروكس من اندفاع المستثمرين نحو الروبوتات “الذكية” ذات الشكل البشري، معتبراً أن هذا الحماس المفرط يؤدي إلى تضييع المليارات في تجارب هندسية خيالية.

ورأى بروكس المؤسس المشارك لشركة iRobot وأستاذ الروبوتات لعقود في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في مقال تحليلي أورده موقع تيك كرانش بعنوان “فقاعة الروبوتات الشبيهة بالبشر محكوم عليها بالانفجار”، أن الروبوتات المستقبلية ستتخلى عن الشكل البشري لصالح تصاميم أكثر كفاءة، مثل العجلات، الأذرع المتعددة، وأجهزة الاستشعار المتخصصة.

واعتبر أن محاولات شركات مثل Tesla وFigure لتعليم الروبوتات المهارات البشرية عبر مشاهدة مقاطع فيديو، ليست سوى “تفكير خيالي محض”.
5a16fa9e 01a3 44d4 84cf

لماذا لا تنجح الروبوتات في تقليد البشر؟

استبعد الخبير أن تنجح الروبوتات في تقليد البشر، لافتاً إلى أن اليد البشرية تحتوي على أكثر من 17,000 مستقبل لمس متخصص وهو تعقيد لا يمكن محاكاته بسهولة.

وأوضح أنه لا توجد قاعدة بيانات لمس مشابهة لتلك التي دعمت تطور التعرف على الصوت والصورة لدى البشر.

ونبه إلى مخاطر الاعتماد على الروبوتات الضخمة الشبيهة بالبشر لناحية استهلاك طاقة هائلة كلما زاد حجمها، وازدياد الطاقة الضارة عند سقوطها.

وتوقع بروكس أن تتخلى الروبوتات الناجحة عن الشكل البشري خلال 15 عاماً لصالح عجلات، أذرع متعددة، وأجهزة استشعار متخصصة، في وقت تُنفق المليارات اليوم على تجارب لن تصل إلى الإنتاج الفعلي،من وجهة نظره.

الذكاء الاصطناعي: تسريع أم إبطاء؟

سبق أن شكَّك رودني بروكس في وعود رواد الأعمال والمستثمرين المتحمسين في مجال الذكاء الاصطناعي، ففي العام الماضي، ناقش كيف أن الذكاء الاصطناعي التوليدي غالباً ما يُبالغ في تقدير قدراته، بل وقد يؤدي في بعض الحالات إلى خلق فرص عمل جديدة بدلاً من إلغائها.

كمثال على ذلك، أجرت منظمة METR غير الربحية، والمتخصصة في أبحاث الذكاء الاصطناعي، تجربة هذا الصيف وظّفت خلالها 16 مطوراً بارزاً من مجتمعات المصادر المفتوحة، والهدف كان قياس تأثير أدوات الذكاء الاصطناعي على تطوير البرمجيات في بيئات واقعية.

طُلب من المطورين حل نحو 250 مشكلة برمجية باستخدام الأدوات وبدونها، مع مراقبة أداء شاشاتهم بدقة، والنتائج كانت مفاجئة.

فعند استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، استغرق المطورون وقتاً أطول بنسبة 19% لإتمام المهام، والأكثر إثارة للاهتمام، أنهم شعروا بأنهم كانوا أسرع بنسبة 20%، مما يكشف عن فجوة بين الإحساس الذاتي بالأداء والنتائج الفعلية، لتظهر مفارقة أن الذكاء الاصطناعي قد يبطئك بينما يقنعك بأنه يسرّعك.

المصدر
Techcrunch

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى