مشروع جوجل النووي: مفاعلات لسد احتياج مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي
قدرة إجمالية تبلغ 500 ميجاواط بحلول عام 2035

أعلنت شركة جوجل عن شراكة جديدة مع هيئة وادي تينيسي (TVA) لدعم وتشغيل مفاعل نووي من الجيل الجديد، في خطوة تُعد الأولى من نوعها في الولايات المتحدة الأميركية بهدف تزويد مراكز بيانات الشركة بالكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية.
مفاعل “Hermes 2” في قلب أوك ريدج
سيتم تطوير المفاعل من قبل شركة الهندسة Kairos Power في مدينة أوك ريدج بولاية تينيسي، التي كانت يوماً ما مركزاً لمشروع مانهاتن التاريخي لتطوير القنبلة الذرية.
يُتوقع أن يبدأ عمل المفاعل الجديد المسمى “Hermes 2” بحلول عام 2030، بطاقة إنتاجية تصل إلى 50 ميجاواط، مع خطة أوسع لنشر قدرة إجمالية تبلغ 500 ميجاواط بحلول عام 2035.
تكنولوجيا مختلفة عن المفاعلات التقليدية
بعكس المفاعلات النووية التقليدية التي تعتمد على الماء كمبرِّد، يستخدم مفاعل كايروس ملح الفلوريد المنصهر، وهو ما يتيح تشغيل المفاعل عند ضغط منخفض بفضل درجة غليان الملح المرتفعة جداً.
قد يقلل هذا الابتكار من التكاليف عبر الاستغناء عن الهياكل الضخمة عالية الضغط التي تتطلبها المفاعلات التقليدية، ما يفتح الباب أمام جيل جديد من المفاعلات النووية الأقل تكلفة وأكثر أماناً.
استجابة لاحتياجات الذكاء الاصطناعي
مع تزايد الطلب على الكهرباء في أميركا بفعل توسع شركات التكنولوجيا، وارتفاع استهلاك مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي، أصبحت الطاقة النووية خياراً جذاباً لتلبية هذه الاحتياجات.
حيث تمتلك أميركا وحدها حالياً 94 مفاعلاً عاملاً بطاقة إجمالية تقارب 97 ألف ميجاواط، لكنها تعتمد على تقنيات قديمة تواجه منافسة قوية من الغاز والطاقة المتجددة.
شهادات الطاقة النظيفة ودور جوجل
ستحصل جوجل من خلال هذا الاتفاق على ما يُعرف بـ شهادات الطاقة النظيفة (Clean Energy Attributes)، والتي تعد بمثابة شهادات منفصلة تعكس الفوائد البيئية الناتجة عن تجنب الانبعاثات الكربونية.
هذه الشهادات تمنح الشركات فرصة الادعاء بأنها تعمل بالطاقة النظيفة حتى وإن كان جزء من شبكة الكهرباء ما يزال يعتمد على الوقود الأحفوري.
ومع ذلك، تشير أبحاث إلى أن الأثر البيئي لهذه الشهادات قد يكون مبالغاً فيه، خصوصاً مع استمرار ارتفاع انبعاثات جوجل في عام 2024 بسبب التوسع في خدمات الذكاء الاصطناعي.
نحو عصر جديد للطاقة النووية
إذا نجحت هذه الخطط، فقد تُمثل بداية عصر جديد للطاقة النووية في الولايات المتحدة، ليس فقط كبديل عن الوقود الأحفوري، بل كأداة استراتيجية لمواكبة احتياجات قطاع التكنولوجيا العملاق من الطاقة.
المصادر: