ببساطة و بدون خبرة تقنية: جرِّب أدوات الذكاء الاصطناعي الآن

هل سمعت عن الذكاء الاصطناعي وتريد تجربته لكنه يبدو معقداً؟ لا تقلق، لست بحاجة لأن تكون مبرمجاً أو باحثاً أو خبيراً في التكنولوجيا لتستفيد من هذه الأدوات المذهلة، فالذكاء الاصطناعي أصبح اليوم متاحاً للجميع.

هذا الدليل من “بلوك تك” سيساعدك على فهم النقاط الأساسية والبدء في استخدامه بسهولة في حياتك اليومية.

ما هو الذكاء الاصطناعي الذي نتحدث عنه؟

الذكاء الاصطناعي “AI” (اختصاراً لـ Artificial Intelligence) هو فرع من العلوم التقنية يهدف إلى تطوير أنظمة تحاكي الذكاء البشري، هذه الأنظمة يمكنها التعلم، التفكير، اتخاذ القرارات، والتفاعل مع البيئة.

لكن ما نقصده هنا ليس الناحية التقنية، بل التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي التوليدي “Generative AI”، والتي تعني ببساطة برمجيات مساعدة تمكنك من تحويل رغباتك إلى واقع، وتنفيذ مهامك الروتينية والمعقدة بسرعة غير مسبوقة ما يوفر عليك الجهد والوقت لتوجيههما أكثر نحو المهام الإبداعية أو الاستراتيجية حسب الحال.

ومعظم هذه التطبيقات مجاني، وقد يكون بعضها مدفوعاً للحصول على عدد أكبر من التجارب والميزات المبتكرة.

ومن التسميات المتداولة لهذه البرمجيات “النماذج الذكية، محركات البحث الذكية، روبوتات الدردشة، روبوتات المحادثة، التطبيقات الذكية، أدوات AI، الأدوات الذكية” وغيرها من التسميات التي تعني بالمحصلة “مساعد رقمي ذكي” يرافقك في نشاطك اليومي مهما كانت طبيعته.

لماذا يجب أن تتعامل مع الذكاء الاصطناعي؟

بات الذكاء الاصطناعي عنصراً مهماً تعمل شركات التكنولوجيا على تبسيط تطبيقاته ودمجها في تفاصيل حياتنا اليومية، حتى أن العديد من الحكومات بدأت تستخدمه في تحسين خدماتها لمواطنيها، لذلك لابد من كسر الحاجز في التعامل معه.

كما أن المؤسسات والشركات باتت تدرج إجادة التعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي في متطلبات شغل الوظائف فيها، تماماً كما جرى في السابق عندما كان يطلب إجادة التعامل مع برامج الحاسب المكتبية كمهارة لا غنى عنها من أجل اختصار الوقت والجهد وزيادة الإنتاجية.

هذا يعني أن الذكاء الاصطناعي أصبح ملازماً لجوانب الحياة كافة، وتستفيد منه القطاعات المختلفة، ولا مناص لك من اعتياد التعامل معه إذا لم ترغب في الاتكال على أشخاص آخرين، كما أنه يعد فرصة جديدة تفتح أبواب واسعة للتطور وزيادة الدخل المادي وتحقيق الإنجازات الشخصية والعامة بأقل زمن وتكاليف ممكنة.

ماهي الخطوات الأساسية لاستخدام التطبيقات الذكية؟

1. اختر الأداة المناسبة بناء على احتياجاتك، وسجل دخول من خلال بريدك الإلكتروني أو حساب جوجل أو فيسبوك، علماً أن بعض التطبيقات يمكنك الاستفادة منها مباشرة دون الحاجة إلى تسجيل دخول.
2. اكتب طلبك بوضوح من خلال البدء بفعل أمر مثل (اكتب، صمم، لخص، ترجم…) مع تفاصيل محددة لنتائج أفضل.
3. اضغط على إرسال أو إنشاء “Enter/ Generate”، وانتظر بضع ثوانٍ أو دقائق حسب الأداة وتعقيد طلبك.
4. يمكنك الاستفادة من النتائج من خلال نسخها وحفظها ضمن ملف على هاتفك المحمول أو حاسبك والتعديل عليها حسب الحال، وإذا كانت النتائج صورة أو فيديو يمكنك حفظها وستجدها في معرض جهازك.

استخدامات ستدهشك للذكاء الاصطناعي التوليدي

اسأل، وسيجيبك الذكاء الاصطناعي

يعد الحصول على معلومات والإجابات على الأسئلة والاستفسارات الاستخدام الأكثر شيوعاً لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، كما لو كانت محرك بحث ذكي جداً، حيث يمكنك طرح الأسئلة من خلال نص مكتوب، أو تلقيم صوتي في بعض التطبيقات.

ومن أشهر التطبيقات المستخدمة لهذا الغرض:

(ChatGPT، Copilot، Gemini، Claude، DeepSeek ، Perplexity AI ، Elicit )

ستلاحظ أن هذه التطبيقات تتمتع بواجهة بسيطة وغير معقدة، والتفاعل معها يشبه إلى حدّ بعيد تطبيقات المراسلة الفورية التي اعتدت على استخدامها.

الأمر لا يتطلب منك أكثر من كتابة سؤالك في المكان المخصص له، وذاك بجمل واضحة ومفهومة كما لو كنت تتحدث إلى شخص آخر في الطرف المقابل عبر الشبكة، ثم الضغط على الارسال، لتصلك إجابة واضحة بلمح البصر.

وإذا رغبت في التوسع بالإجابات يمكنك اختيار وضع التفكير العميق “Deep Think” المتاح في بعض التطبيقات.

وفي جميع الأحوال يتفاعل معك التطبيق حسب أسئلتك لإثراء التجربة، من خلال توجيه أسئلة إليك لتجيب أنت بما تراه مناسباً لتلبية احتياجاتك المعرفية، مع عرض للمصادر.

أمثلة تطبيقية

• اشرح لي مفهوم (التضخم، التمثيل الضوئي، النسبية) بطريقة مبسطة لغير المتخصصين.
• ما هي أفضل خمسة أماكن للزيارة في سلطنة عُمان لمحبي التاريخ والطعام؟
• ساعدني في كتابة قائمة تسوق أسبوعية صحية لعائلة مكونة من 4 أشخاص.

كاتب مساعد لا يتعب أبداً

تقدم لك أدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي المساعدة على كتابة موضوع ما من خلال طرح سؤال عن الهيكلية المناسبة للمحتوى المرغوب على سبيل المثال، أو الأفكار التي يمكن أن تثريه.

كما يمكنك تطوير أفكارك وتحويلها إلى محتوى نصي أو مرئي جاهز ببساطة، لكن مع الأخذ في الاعتبار ضرورة الانتباه إلى عدم أخذ النص بحرفيته إذا كنت ممن يهمهم أصالة المحتوى وفرادته، لأن المحركات لا تخلق محتويات أصلية، بل هي تجمع المحتوى تجميعاً من كميات هائلة من البيانات والمقالات المنشورة سابقاً، ما يهددك بالوقوع في فخ التكرار أو “التعدي على الملكية الفكرية” للكتاب الآخرين ما لم ترفقه بمصادر.

أمثلة تطبيقية

• أحتاج أفكاراً لعشرة عناوين جذابة لمقالة مدونة عن فوائد المشي يومياً.
• اكتب قصة قصيرة مضحكة عن رجل تعرض للاحتيال من قبل رائد فضاء.
• اكتب لي رسالة بريد إلكتروني مهذبة لأخبر مديري في العمل أني سأتغيب عن العمل غداً بسبب مرض طفلي.

علاوة على ذلك تُعدّ التطبيقات الذكية مساعدات رقمية مخلصة ومتفانية في تدقيق النصوص التي تكتبها، وتصحيح الأخطاء الإملائية والنحوية والأسلوبية التي قد ترد فيها لأسباب السرعة أو عدم المعرفة وغيرها من الأسباب المحيطة بعمل الكتابة والتحرير.

وتوفر التطبيقات هذه الإمكانية من خلال توجيه سؤال بسيط قبل نسخ النص المطلوب تدقيقه أو تحميله كملف نصي مثل:

• ماهي الأخطاء في النص المرفق؟
• صحح الأخطاء الموجودة في هذا المقال وعدّل العنوان ليصبح أكثر جاذبية.

فيعطيك التطبيق الأخطاء بدقة، ويسألك إن كنت ترغب بإعطائك نسخة مصححة ومحسنة فيكون الخيار لك.

إلى جانب ذلك تسمح التطبيقات بتلبية حاجتك الملحة إلى المعرفة من خلال قدرها على التعامل مع النصوص الطويلة، والملفات الضخمة والمعقدة وتلخيصها أياً تكن اللغة المستخدمة فيها، سواء اللغة العربية أو غيرها، بحيث تكسب مطالعة أكبر عدد ممكن من الملفات في زمن قياسي.

وكما في البند السابق يمكنك استخدام غالبية التطبيقات الذكية لهذا الغرض، من خلال أمر نصي مثل:

• لخص لي ملف الدراسة المرفق واستخلص منه أهم النتائج والتوصيات.
• أريد ملخصاً للمقال المرفق في 5 نقاط أساسية.
• نظم هذه المعلومات والبنود في جدول مناسب.

حوّل كلماتك إلى صور وفيديوهات وقصص مصورة مذهلة

تتنافس كبرى شركات التكنولوجيا على تطوير ميزات إنشاء المحتوى الإبداعي وتبسيطه بعد أن كان لسنوات طويلة حِكراً على التقنيين والمصممين المتخصصين الذين يجيدون استخدام برامج التصميم الجرافيكي والمونتاج وتحسين الصور.

اليوم أصبح بإمكانك خوض تجربة غامرة لإنشاء صور وفيديوهات نابضة بالحياة بمجرد كتابة فكرتك على شكل وصف نصي ضمن المكان المخصص له، لتحصل خلال ثوانٍ على صورة رقمية، وخلال دقائق معدودة إلى فيديو.

وتُعدّ هذه الميزة متعة حقيقية توفرها لك تطبيقات مجانية وأخرى مدفوعة إذا كانت متاحة في بلدك، إذ أن بعض الشركات توجهها للمناطق الجغرافية وفق خططها التسويقية وأحياناً تكون مضطرة لتقييدها في بعض الدول لأسباب سياسية.

وغالبية الشركات توفرها مجاناً من خلال المتصفح ولا داعي لتنزيل التطبيق على جهازك، أو توفرها مجاناً بعدد محدد من التجارب، أو بشكل مدفوع.

يكفي أن تكتب وصفاً نصياً لمشهد غني بالتفاصيل و تُحمّل معها صورة رقمية عادية لتبدأ رحلة مشوقة من إنتاج المحتوى المرئي.
وكلما كنت محدداً في وصف العناصر والمؤثرات المرغوبة كانت النتيجة أقرب إلى ما تريده.

أمثلة تطبيقية:

• أنشئ صورة كرتونية لقطة بيضاء تنام في سلة على شرفة مع نباتات خضراء، بأسلوب رسوم متحركة لطيف.
• أنشئ صورة واقعية لطبق سلطة طازج ملون على طاولة خشبية في ضوء الصباح.
• أنشئ صورة تجمع بابا نويل وتوم وجيري في صف دراسي ويتجمع حوله أطفال لتوزيع الهدايا، بحيث يكون بابا نويل واقفاً أمام النافذة التي تظهر أجواء شتوية مثلجة.
• أنشئ صورة تدمج فيها لوجو شركة جوجل مع لوجو شركة أمازون مع تأثيرات رقمية غنية، دون أن تتضمن الصورة أية كلمات أو حروف.
• صمم ملصق (بوستر) بسيط لتشجيع الناس على إعادة التدوير، باستخدام ألوان زرقاء وخضراء.
• أنشئ كتاباً مصوراً للأطفال Story book يتضمن قصة لطفل اسمه محمد رأى في المنام أنه كان يأكل لوحاً من الشوكولاته، فتحول إلى كائن صغير بحجم النملة وأصبح لديه الكثير من الأصدقاء، وعندما انتهى لوح الشوكولاته عاد إلى حجمه الطبيعي.

في هذا المجال تكتشف إمكانات رائعة لأدوات الذكاء الاصطناعي بتحويل أفكار وكلمات بسيطة إلى منتج نهائي جذاب ومفيد.

ومن أبرز الأدوات التي أثبتت بالتجربة نتائج ممتازة، ويمكنك البدء بها:

( ChatGPT، Gemini، Midjourney، Seedance، Playground AI، Leonardo.AI، Synthesia، Canva AI، Pika Labs، Microsoft Image Creator )

اكسر حاجز اللغة في ثوانٍ

تقدم التطبيقات الذكية خدمة غاية في الأهمية للراغبين في الاطلاع على ما تنتجه الثقافات الأخرى بكل اللغات، وقد أثبتت كفاءة جيدة في ترجمة الملفات والنصوص بين اللغات بسرعة ودقة عالية، لكن مع ذلك يبقى الحذر واجباً في الاعتماد الكلي عليها.

يكفي أن تحمل الملف الذي ترغب في معرفة مضمونه مع أمر واضح والضغط على زر الإرسال لتبهرك النتيجة التي تكون منظمة وقابلة للفهم نتيجة إحاطتها المقبولة بالسياق،

أمثلة تطبيقية

• ترجم الملف المرفق إلى اللغة العربية حرفياً دون حذ أو إضافة أي معلومات أخرى من خارج الملف.
• لخّص لي هذا مضمون هذه المقالة باللغة الإنجليزية في خمس نقاط رئيسية مترجمة للغة العربية.
• ساعدني في كتابة خطاب توظيف رسمي باللغة الفرنسية.

نصائح ذهبية لاستخدام التطبيقات الذكية

1. جرب تطبيقات متنوعة لاكتشاف الأنسب منها لمهامك واحتياجاتك.
2. لا تعتمد على الإجابة الأولى دائماً، اطلب إعادة الصياغة أو التوضيح.
3. اطلع على النتيجة بعين ناقدة وتحقق دائماً من المعلومات المهمة، فالذكاء الاصطناعي ليس معصوماً وهو يمكن أن يخطئ أو يقدم معلومات غير دقيقة وهو ما يصطلح على تسميته في الأوساط التقنية بـ “الهلوسة”.
4. لا تكن مستسلماً تماماً للأداة، ولا تنفي شكوكك لأنها قد تكون في مكانها أحياناً.
5. كن صبوراً خصوصاً عند إنشاء الصور والفيديوهات، فالنتيجة الأولى قد لا تكون مثالية، لذلك غيّر صياغة طلبك وأضف المزيد من الشرح والتفاصيل.
6. مهما كان الإغراء ومستوى الانبهار بقدرات تطبيقات الذكاء الاصطناعي، لا تشارك أبداً معلومات شخصية حساسة (أرقام بطاقات، كلمات سر، تفاصيل طبية سرية، صور شخصية) لحماية خصوصيتك الرقمية من أي انكشاف عن قصد أو غير قصد.
7. كن جريئاً وجرب أشياء جديدة لاكتشاف الإمكانات، فالذكاء الاصطناعي ممتعٌ وملهم.

الأخلاقيات والحدود .. أشياء مهمة يجب تذكرها

1. استخدم الأدوات والتطبيقات الذكية بمسؤولية، مع مراعاة القيم الأخلاقية والمجتمعية.
2. كن حذراً عند استخدام التطبيقات في المواقف الحساسة، فالذكاء الاصطناعي لا يفهم المشاعر ولا يمكن أن يكون مرشداً نفسيا أو طبيباً كما اعتقد بعض مستخدمي تطبيق ChatGPT، فهو في النهاية آلة يتم تدريبها على التعامل مع البيانات وفق خوارزميات محددة، وقدرته على محاكاة اللغة العاطفية هي نتيجة تلك الخوارزميات والتدريبات التي يخضع لها.
3. تعتمد جودة نتائج الذكاء الاصطناعي على البيانات التي دُرب عليها، لذلك كن حذراً من أن ينقل إليك تحيزات – مقصودة أو غير مقصودة – موجودة في تلك البيانات، وهو ما حصل سابقاً مع مستخدي تطبيقات ذكية مثل Grok.
4. التزم الشفافية والتنويه إلى استخدامك لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في عملك ونتائجك، سواء عند اعتمادك عليها في تحليل البيانات، إنشاء المحتوى، أو توليد الصور والفيديوهات.
5. احترم حقوق الملكية الفكرية من خلال الإشارة إلى مصادر المعلومات التي حصلت عليها عن طريق الذكاء الاصطناعي ضمن عملك.

ختاماً

أَقدِم على التجربة الآن، لكن كُن متأكداً أن نتائج الذكاء الاصطناعي وإجاباته ليست بديلاً للإبداع البشري، فهو يمكن أن يكون مساعداً في توليد الأفكار وصياغتها لا أكثر، لكن الإبداع الأصلي والفهم العميق مصدرهما الأصيل هو أنت.

حظاً موفقاً في رحلتك مع الذكاء الاصطناعي