الذكاء الاصطناعيإنترنت الأشياء (IoT)تجارة الكترونية

افتتاح أول متجر ذاتي التشغيل بالذكاء الاصطناعي في فرنسا 

تُربط المشتريات مباشرة ببطاقة الزبون وحسابه الوظيفي

افتتحت شركة “إس تي مايكروإلكترونيكس” الرائدة في صناعة أشباه الموصلات أول متجر ذاتي التشغيل في فرنسا يعتمد على الذكاء الاصطناعي بشكل كامل، دون الحاجة إلى بائعين أو بطاقات مصرفية.

ويُعد هذا الابتكار خطوة نوعية في مستقبل تجارة التجزئة الأوروبية، حيث تُربط المشتريات مباشرة ببطاقة الموظف وحسابه الوظيفي ليتم الدفع تلقائياً.

يقع المتجر داخل حرم الشركة في مدينة كرول قرب غرونوبل، وهو عبارة عن حاوية معدنية صغيرة بمساحة 67 متراً مربعاً تحمل اسم “24/7″، ومجهزة بأكثر من 200 منتج متنوع يشمل الوجبات الخفيفة والمشروبات والمنتجات الطازجة والمحلية، ليحاكي تجربة المتجر التقليدي.

ويتم الدخول إلى المتجر عبر بطاقة الشركة أو تطبيق خاص، فيما تُسجَّل المشتريات تلقائياً وتُخصم من راتب الموظف أو حسابه المسجَّل.

افتتاح أول متجر ذاتي التشغيل بالذكاء الاصطناعي في فرنسا

كيف يعمل المتجر بالذكاء الاصطناعي؟

يعتمد النظام على نحو 15 كاميرا ذكية وتقنيات الرؤية الحاسوبية لإنشاء هوية رقمية للزبون فور دخوله إلى المتجر، وتتبع حركته واختياراته من المواد المعروضة، وليس للتعرف على الوجه.

كل منتج يتم التقاطه يُسجَّل تلقائياً، ويُحتسب المبلغ عند الخروج، ثم تُخصم قيمتها مباشرة من راتبه الشهري، ما يلغي الحاجة إلى صناديق دفع أو أجهزة محاسبة.

هذا المشروع الذي طُوِّر بالتعاون مع شركة فوجي تسو  مستخدماً رقائق من إنتاج “إس تي مايكروإلكترونيكس” نفسها يقدم نموذجاً لتشغيل ذاتي كامل يعمل على مدار الساعة، مع قدرة استيعاب تصل إلى تسعة أشخاص في الداخل في الوقت نفسه.

وبفضل الأتمتة الكاملة، تنخفض تكاليف التشغيل بشكل ملحوظ، فيما تضمن الكاميرات سلامة المكان ودقة العملية.

الأبعاد المستقبلية

يعد هذا المتجر أول تجربة أوروبية من نوعها وهي خطوة مشابهة لمتاجر أمازون “Amazon Go” في الولايات المتحدة، لكنها أكثر تكاملاً مع بيئة العمل كونها مرتبطة مباشرة برواتب الموظفين.

ويمثل هذا المتجر نقلة نوعية في عالم تجارة التجزئة، حيث يتجسد الذكاء الاصطناعي في دور البائع والمحاسب والمشرف الأمني، ليقدم نموذجاً عملياً يعمل بلا توقف وبأقل تكلفة تشغيلية.

نجاح التجربة قد يفتح الباب أمام انتشار واسع لهذه المتاجر في مواقع صناعية وشركات كبرى، مما يعزز التحول الرقمي والاستدامة التشغيلية ويعيد صياغة تجربة التسوق اليومية.

ومع ذلك، فإن هذا التطور يثير مخاوف جوهرية حول مستقبل الوظائف البشرية

في قطاع المبيعات والتجزئة، ويطرح أسئلة أخلاقية تتعلق بالخصوصية ومراقبة المستهلكين.

وبين وعود الابتكار ومخاطر الاستغناء عن العمالة، يبقى التحدي في إيجاد توازن يضمن الاستفادة من التكنولوجيا دون التفريط بالقيمة الإنسانية للعمل.

المصادر
لوفيغارو الفرنسية 
موقع جورنال دو جيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى