أمازون تستعد لتسريح 30 ألف موظف بسبب الذكاء الاصطناعي
يمثل هذا التسريح أكبر خفض للوظائف في تاريخ أمازون

تستعد شركة أمازون لتنفيذ واحدة من أكبر عمليات التسريح في تاريخها، حيث تستهدف تقليص نحو 30 ألف وظيفة مكتبية خلال الأشهر المقبلة، وفقاً لمصادر مطلعة تحدثت لوكالة رويترز.
وتأتي هذه الخطوة في إطار خطة شاملة لإعادة هيكلة الشركة، وتحسين الكفاءة التشغيلية، وتعويض التوظيف الزائد الذي حدث خلال ذروة الطلب أثناء جائحة كوفيد-19.
إعادة هيكلة واسعة النطاق تشمل عدة أقسام
تشمل عملية التسريح المرتقبة موظفين في أقسام متعددة، أبرزها:
– العمليات السحابية (AWS)
– الموارد البشرية، وتحديداً وحدة “People Experience and Technology” المعروفة اختصاراً بـPXT
– قسم الأجهزة والخدمات
– التسويق والاتصالات
وقد طُلب من مديري الفرق المتأثرة حضور تدريبات خاصة بكيفية التواصل مع الموظفين بعد إرسال إشعارات التسريح عبر البريد الإلكتروني، والتي من المتوقع أن تبدأ قريباً.
ضغوط اقتصادية وتغيرات في أولويات النمو
بحسب المصادر، فإن القرار يأتي في ظل ضغوط اقتصادية عالمية وتباطؤ في نمو بعض القطاعات التقنية، مما دفع الشركة إلى مراجعة استراتيجياتها وتحديد أولويات جديدة.
ويُتوقع أن تركز أمازون على الاستثمار في الذكاء الاصطناعي والخدمات السحابية والتجارة الإلكترونية، مع تقليص الإنفاق في المجالات الأقل نمواً.
ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها محاولة لتقليص البيروقراطية داخل الشركة، خاصة بعد أن أشار الرئيس التنفيذي آندي جاسي إلى وجود “طبقات إدارية زائدة” تعيق الكفاءة.
الذكاء الاصطناعي كعامل تسريع للتغيير
صرّح جاسي في وقت سابق أن الأتمتة ستؤدي إلى تقليص الوظائف الروتينية، مشيراً إلى أن الشركة بدأت بالفعل في تحقيق مكاسب إنتاجية مدفوعة بالذكاء الاصطناعي داخل الفرق المكتبية.
كما أطلق خطاً داخلياً لتلقي الشكاوى والملاحظات حول العمليات غير الفعالة، وتلقى أكثر من 1500 ملاحظة أدت إلى تنفيذ أكثر من 450 تعديلاً في الإجراءات الداخلية.
العودة إلى المكتب لم تحقق الهدف المتوقع
تشير المصادر إلى أن برنامج العودة الإلزامية للموظفين إلى المكاتب خمسة أيام في الأسبوع، والذي بدأ مطلع العام الحالي، لم يحقق نسبة الانسحاب المطلوبة.
بعض الموظفين الذين لم يلتزموا بالحضور اليومي بسبب بعدهم عن المكاتب أو ظروف شخصية، تم اعتبارهم مستقيلين طوعاً دون تعويضات نهاية الخدمة، مما وفر على الشركة تكاليف إضافية.

أداء AWS تحت المجهر
رغم كون وحدة الحوسبة السحابية AWS أكبر مصدر للربح في أمازون، إلا أن نموها تباطأ مقارنة بالمنافسين.
وسجلت الوحدة المذكورة مبيعات بلغت 30.9 مليار دولار في الربع الثاني من عام 2025، بزيادة 17.5% فقط، مقارنة بـ39% لمايكروسوفت آزور و32% لغوغل كلاود.
وتشير التقديرات إلى أن مبيعات AWS في الربع الثالث سترتفع بنسبة 18% لتصل إلى 32 مليار دولار، وهي زيادة أقل من معدل النمو في العام السابق.
كما أن AWS لا تزال تتعافى من انقطاع كبير في الإنترنت استمر نحو 15 ساعة الأسبوع الماضي، وأثر على خدمات شهيرة و تطبيقات يعتمد عليها ملايين المستخدمين حول العالم يومياً.
استعدادات موسم التسوق رغم التسريحات
ورغم عمليات التسريح، تخطط أمازون لتوظيف 250 ألف عامل موسمي لتلبية احتياجات موسم التسوق، وهو نفس الرقم الذي اعتمدته في العامين الماضيين، وفقاً للتقارير.
ويُظهر ذلك أن الشركة لا تزال تتوقع موسماً نشطاً للمبيعات خلال العطلات.
التأثير على الموظفين وقطاع التقنية
يمثل هذا التسريح أكبر خفض للوظائف في تاريخ أمازون، متجاوزاً عمليات سابقة شملت نحو 27 ألف موظف في عام 2022.
ويعكس هذا التوجه التحديات التي تواجهها شركات التقنية الكبرى في التكيف مع ديناميكيات السوق، كما يثير تساؤلات حول مستقبل الوظائف المكتبية في عصر الأتمتة والذكاء الاصطناعي.
وقد تتبع شركات أخرى نهجاً مشابهاً في إعادة هيكلة العنصر البشري، خاصة مع تزايد الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي في تنفيذ المهام الروتينية.
ووفقاً لموقع Layoffs.fyi، فقد تم تسريح نحو 98 ألف موظف في شركات التقنية خلال عام 2025 حتى الآن، مقارنة بـ153 ألفاً في عام 2024.
ويبرز هذا التطور أهمية المرونة المهنية وضرورة تطوير المهارات الرقمية لمواكبة التحولات وضمان الاستدامة الوظيفية في بيئة العمل التقنية.




