مقالات

هل بياناتك معروضة للبيع دون علمك؟ تعرف على أبرز علامات تسريب معلوماتك الشخصية

ثلاث جهات محتملة تتداول بياناتك الشخصية الرقمية

وسط التطور التكنولوجي المتسارع، نشأت صناعة وتجارة رقمية موازية رأسمالها الأول هو بيانات ملايين المستخدمين حول العالم، والتي يتم تداولها بشكل قانوني وغير قانوني على نطاق واسع دون علم أصحابها.

تستخدم هذه البيانات لتوجيه التسويق وجعله أكثر دقة في الاستهداف، أو لصناعة قرارات مصيرية على المستوى الكلي للمجتمعات، وفي أسوأ الأحوال ينحدر التوظيف لأغراض المساومة.

في هذا المقال نستعرض 10 علامات تحذيرية تساعدك في التأكد من حالة بياناتك، مع نصائح الخبراء لحماية خصوصيتك في زمن الانكشاف الرقمي.

جهات تداول البيانات الشخصية الرقمية

يتم تداول بياناتك الشخصية بين ثلاثة جهات محتملة هي: شركات جمع البيانات، سماسرة البيانات (Data Brokers)، قراصنة البيانات.

1- شركات جمع البيانات:

هي شركات متخصصة تحصل على البيانات والمعلومات بشكل “قانوني” من مصادر حكومية وخاصة، مثل سجلات المحاكم، تصفح مواقع الإنترنت، والمشتريات من المتاجر، ثم تبيعها لجهات متعددة، وهذا الأمر شائع في الولايات المتحدة.

2- سماسرة البيانات (Data Brokers)

السماسرة هم وسطاء يحصلون على بيانات من الشركات سابقة الذكر وتمر من خلالهم معظم معاملات البيانات واسعة النطاق.

يرتبط هؤلاء بشبكات ويحتفظون بسجلات مئات الملايين من الأشخاص ولديهم إمكانية الوصول إلى مليارات السجلات الفردية.

أبرز الأمثلة في الحالتين السابقتين شركات Acxiom، Experian، إضافة إلى آلاف الشركات الأصغر مثل Exact Data، Datalogix.

هذه الشركات لا تبيع بيانات مجردة بالطبع، وإنما معلومات حساسة حول العرق، الميول، الصحة النفسية والجسدية، عادات الشراء، أو الحالة المالية بناءً على أنماط البيانات، إضافة إلى معلومات تنبؤية أكثر فائدة مثل احتمالات الإصابة بمرض، قدرة على سداد قرض، وغيرها.

وقد تستخدم هذه البيانات في التحقق من الهوية، منع الاحتيال، والتسويق المركز، لكن أيضاً في تقييمات سرية قد تؤثر على قرارات المستشفيات، الجامعات، أو أصحاب العمل دون علم المستخدمين.

الأمر شائع ومنظم قانونياً بدرجة معينة في الولايات المتحدة وهو معروف للمستخدمين، ويمكنهم التحقق من تداول بياناتهم من خلال البحث والتتبع ومراسلة هذه الشركات لطلب وقف بيع البيانات أو حذفها، لكن الأمر لايزال غامضاً في الدول العربية وغير منظم بقوانين معروفة.

3- قراصنة البيانات

تتم سرقة بيانات المستخدمين من خلال هجمات الاختراق، ثم يتم عرضها للبيع على منتديات القرصنة في الانترنت المظلم.
في هذه الحالة يصعب جداً الوصول إلى البيانات، لكن لا شيء مستحيل مع وجود أدوات سهلة الوصول سنأتي على ذكرها لاحقاً.

ماهي أبرز العلامات الدالة على خرق خصوصيتك وبيع بياناتك الرقمية؟

  1. تلقي رسائل بريد إلكتروني عشوائية بكثرة: إذا بدأت تصلك عروض مشبوهة أو رسائل تسويقية لم تطلبها، فربما يكون عنوان بريدك الإلكتروني قد تم بيعه.
  2. رسائل لم تطلبها لإعادة تعيين كلمات مرور: هذه علامة على أن شخصاً ما يحاول الوصول إلى حساباتك باستخدام بيانات مسربة.
  3. فقدان الوصول إلى حساباتك: إذا تم قفل حساباتك فجأة، فقد يكون شخص ما قد استولى عليها.
  4. إعلانات موجهة: إذا لاحظت كثافة إعلانية تستهدفك بمعلومات دقيقة جداً، فربما تكون بياناتك قد تم تحليلها وبيعها للمعلنين.
  5. مكالمات احتيالية متكررة: تلقي مكالمات من أرقام غير معروفة، خاصة من مسوقين، قد يشير إلى أن رقمك مدرج في قوائم تم بيعها.
  6. ظهور معلوماتك على مواقع البحث: مثل عنوانك أو رقم هاتفك ويعني ذلك أن بياناتك متاحة علناً.
  7. رسوم غريبة على حسابك البنكي: عمليات شراء صغيرة غير مألوفة قد تكون اختباراً من قراصنة قبل تنفيذ عمليات أكبر.
  8. تلقي تنبيهات من خدمات مراقبة الهوية: مثل إشعارات بأن بياناتك ظهرت في تسريبات.
  9. ظهور حسابات مزيفة باسمك على وسائل التواصل الاجتماعي أو مواقع أخرى، مما يدل على انتحال هويتك.
  10. تلقي عروض غريبة عبر البريد العادي: مثل بطاقات ائتمان لم تطلبها أو عروض تأمين غير مبررة.

ماهي الحلول المقترحة من الخبراء لحماية بياناتك الشخصية وبصمتك الرقمية؟

  • كن حذراً بشأن ما تنشره علناً خاصة تاريخ ميلادك، مدينتك، اسمك الكامل، أو صور منزلك أو لوحات أرقام سيارتك، لأن منصات التواصل الاجتماعي مليئة بالبرامج والجهات الخبيثة التي تسعى لجمع معلومات شخصية مفصلة.
  • استخدم موقع “هل تعرضتُ للاختراق ” (HIBP) التابع لتروي هانت، فهو يعرض لك الشركات التي تحتفظ ببياناتك التي تعرضت للاختراق والتسريب.
  • عدل “البصمة الرقمية” الخاصة بك من خلال تغيير عادات التصفح والتسوق للحد من كمية البيانات المعروفة عنك.
  • استخدم عناوين بريد إلكتروني منفصلة عن بريدك الأساسي لأمور التسوق الإلكتروني، التسجيل، والخدمات المصرفية.
  • تجنّب النقر على الروابط أو المرفقات المشبوهة، واستخدم برنامج مكافحة فيروسات فعّال.
  • احظر المكالمات الآلية وأرقام الاحتيال التي غالباً تأتي من أرقام مزيفة أو دولية.
  • راقب حساباتك المالية بانتظام.
  • استخدم خدمات إزالة المعلومات الشخصية الآلية مثل Incogni .
  • استبدل كلمات المرور المخترقة بأخرى قوية طويلة وفريدة تختلف من حساب لآخر من حساباتك الإلكترونية
  • فعّل المصادقة الثنائية (2FA).
  • استخدم Bitwarden وهو مدير كلمات مرور مجاني ومفتوح المصدر، وكذلك تطبيق Aegis Authenticator لاستلام رموز المصادقة الثنائية دون الحاجة إلى رقم هاتف.

ختاماً

لابد من التأكيد أن مجرد حصول جهة ثانية على بياناتك ومعلوماتك الشخصية يعد أمراً خطراً للغاية، قد يعيد تشكيل مستقبل حياتك وحياة عائلتك خاصة في حال لم تكن هذه المعلومات دقيقة.

فبعض الشركات والمؤسسات العامة والخاصة تستند إلى البيانات الشخصية المتداولة عن المستخدمين في بناء استراتيجياتها وسياساتها وقراراتها على المستوى الكلي، لذلك قد تخطئك هذه السياسات في وقت من المفترض أن تشملك بالمزايا.

ويبقى الحل بالتأكيد ليس بنشر بيانات صحيحة ودقيقة، وإنما بالحماية المتقدمة لخصوصيتك والدفاع عن حساباتك والتعديل باستمرار على بصمتك الرقمية في الانترنت لتكون بذلك سابقاً خصومك الرقميين بخطوة سواء كانوا شركات، سماسرة، أو قراصنة بيانات.

المصادر
Infosecurity
Newsweek
Tfionline
Cyberguy

 

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى